انتصار فلسطيني في قطر!
- مطهر الأشموري الأثنين , 15 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 1:06:36 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
تعالوا نقرأ بعض ما تسرب عن اجتماع قيادات "حماس" في قطر كوفد "تفاوضي" من جانب التحضير أمريكياً للضربة "الإسرائيلية" لهذه القيادات الحماسية أو للوفد التفاوضي الفلسطيني.
أولاً: كون هذا الاجتماع خُصص لمناقشة مقترح للرئيس الأمريكي "ترامب"، فذلك يعنى أن هذا الاجتماع بطلب أمريكي.
ثانياً: قيادات من حماس كانت طلبت أن يكون الاجتماع في مصر؛ لكن أمريكا رفضت أو أصرت على أن يكون في قطر؛ لأنها في مصر ستكون أكبر وأبعد ولا يتحكم في مكان الاجتماع وزمانه وتفصيلاته كما في قطر "افتراضاً".
ثالثاً: أمريكا هي التي طلبت وألحّت على أن يحضر خالد مشعل هذا الاجتماع.
رابعاً: اعتاد الوفد المفاوض الفلسطيني أن يختار فندقاً لعقد اجتماعاته التفاوضية؛ ولكن أمريكا طلبت أن لا يكون الاجتماع بفندق؛ لأن ذلك لا يناسب السرية التي تريدها أمريكا لهذا التفاوض، وكل من يرتاد مثل هذا الفندق سيعرف أن هذا اجتماع لحماس (الوفد التفاوضي)، وأمريكا هي التي طلبت اختيار مكان بعيد وفي غير الفنادق، حرصاً على السرية، كما زعمت.
كل هذا يفي ويكفي، لا لأن تشك حماس أن "في الأمر إنّ" كما يُقال، بل لتعرف أنه يُحضر لاستهداف هذا الاجتماع، فمثلما ظلت واشنطن تفاوض إيران في التحضير للعدوان "الإسرائيلي" - الأمريكي على إيران، فالمقترح الترامبي هو حاجة لجمع قيادات حماس وتوجيه الضربة لاغتيالهم، وربما قطر هي الأنسب للتفعيل الاستخباراتي لهذه الضربة.
بالتأكيد هناك أمور أخرى وهامة في التحضير لهذا العمل، أمريكياً و"إسرائيلياً"؛ ولكن ما ذكرناه يكفي لتقديم واقع وصورة وخلفية ما حدث؛ لأننا لسنا بصدد استقصاء كل شيء كما في التحقيقات العدلية والجنائية، وكون ما ذُكر يكفي للاستشهاد والاستدلال فلا حاجة لخافيات أو خفايا أكثر، أياً كانت أهميتها.
المؤكد من كل ذلك أن حماس كأنها توافقت على شكوك كبيرة في هذه المسألة، وهذا يدفع للانتقال إلى كيفية وآلية للتعامل مع هذا الاحتمال شبه المؤكد، ودون أن تكتشف الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية و"الإسرائيلية" الكيفية والآلية "الحمساوية"، ولا قرارها بعدم الاجتماع والتمرير على استخبارات الأعداء أن الاجتماع لا يتم أو سيتم فعلاً.
هذا يعني أن حماس بما عملته لم تتمكن من النجاة فقط من هذه الضربة، بل لعل الأهم هو نجاحها الاستخباراتي على أمريكا و"إسرائيل" معاً.
بعد فشل هذه الضربة أصبحت قضية أمريكا و"إسرائيل" هي تبرئة واشنطن من أي شراكة أو علاقة أو حتى معرفة بالعملية، وفي هذا يقول "النتن" إن هذا قرار "إسرائيلي" مستقل، وهو فقط من يتحمل كامل المسؤولية، وذلك يقدم النجاح الاستخباراتي فلسطينياً من ناحية، ومن ناحية أخرى يقدم حقيقة الشراكة الأمريكية في كل إجرام وجرائم الكيان اللقيط، بشهادة قاعدة "العديّد" التي أقل ما تعمله هو مواجهة أي تهديد لقطر.
إذن، استشهاد نجل القيادي "الحية" كان ضرورياً لإنجاح العمل الفلسطيني السري، سيدفع به في ظل احتمال الاستشهاد واحتمال النجاة، والقادة الفلسطينيون قدموا بكل رضا أنفسهم وأولادهم في نضالهم المشروع، والحية ليس استثناء في هذه المسألة، والذين يتعاملون بسطحية مع هذه المسألة لا يعرف العمل الاستخباراتي الأمريكي - "الإسرائيلي"، ولا يلمّون بحقائق النضال الفلسطيني الطويل المرير وحجم وكمّ المؤامرات ضد هذا النضال، وضد المناضلين، ومن استخبارات عربية كما نعرف كلنا، وليس من استخبارات أمريكية - "إسرائيلية" وغربية فقط.
نجل الحية الشهيد سار في خيار الشهادة ليحمي القيادات من ناحية، وليقدم أهم دور لتحقيق انتصار فلسطيني استخباراتي هو الأهم في ظل حقيقة أن انتصارات أمريكا لم تكن ولم تأتِ إلا من الأرضية الاستخباراتية.
ولهذا فإن ما تستحقه حماس هو التهنئة بالانتصار الاستخباراتي على أمريكا و"إسرائيل". ونجل الحية يُعد أحد الشهداء التاريخيين ومن الذين لن ينساهم التاريخ.
ترامب في مهاتفة أمير قطر قال له إن الحادث مؤسف؛ ولكنه التزم بأن لا يتكرر. ولكم المقارنة بين هذا الكذب الترامبي المفضوح والمكشوف، وبين المصداقية الفلسطينية المعمدة بالدماء وبمئات الآلاف من الشهداء. فهل يعرف هذا الأفّاق (ترامب) ماذا يعني أن يقدم قادة النضال الفلسطيني أرواحهم وأبناءهم شهداء للنضال وفي هذا المسار؟!
وهل من جاء لينهي الحروب في العالم كما يزعم، وآخر ما ابتدعه هو تغيير تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، يكذب على العالم؟! أم أنه يقدم للعالم أنه كاذب عالمي غير مسبوق، ولن يأتي من هذا العالم من يكون بمستوى وقاحة كذبه أو ينافسه في كذبه؟! فماذا أبقت أمريكا في غزة للإنسان والإنسانية وحقوق الإنسان؟! ومع ذلك فالأشد كفراً ونفاقاً هم الأعراب الذين يصدقون أمريكا ويومنون بأي أبلسة وأباليس، فيما يزعمون أنهم يؤمنون بالله!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري