ازدواجية المواقف العربية.. أجواؤنا محرمة علينا.. مباحة لـ«إسرائيل»!
- سيف النوفلي الأحد , 14 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 12:34:11 AM
- 0 تعليقات
سيف النوفلي / لا ميديا -
حين أطلقت إيران صواريخها، سارعت بعض الدول العربية للاحتجاج وادعت أن أجواءها انتُهِكت، بل وصل الأمر أن تعترض بعض تلك الصواريخ، ليس دفاعاً عن شعوبها أو سيادتها، بل لحماية النظام الصهيوني من الرد الإيراني. فجأة تحولت السماء العربية إلى دروع واقية لـ»إسرائيل»، وكأنها الأرض المقدسة التي يجب أن تُحاط بالتحصينات!
لكن المشهد المأساوي يتبدل حين تنطلق الطائرات «الإسرائيلية» لتقصف اليمن أو العراق أو حتى أهدافاً داخل إيران نفسها: لا نجد اعتراضاً، ولا نسمع احتجاجاً، بل في أحيان كثيرة تُفتح لها الأجواء وتُسهَّل لها الطريق لتُمارس عدوانها. هنا تصمت السيادة، وتُغيّب الكرامة، وتتحول الأجواء العربية إلى ممرات مجانية لطائرات الاحتلال.
أليس هذا هو قمة التناقض؟! كيف يمكن لدولة أن ترفع شعار حماية سيادتها من صواريخ إيران، بينما تسمح لطائرات العدو «الإسرائيلي» بانتهاك الأجواء وقصف دول عربية ومسلمة دون أن تحرك ساكناً؟! أي سيادة هذه التي تُباع في سوق الولاءات؟! وأي كرامة تبقى حين يصبح العرب أدوات في حماية «إسرائيل» بينما تُترك شعوب المنطقة وحدها تواجه العدوان؟!
إن هذه الازدواجية تفضح الحقيقة المؤلمة: بعض الأنظمة العربية اختارت أن تكون جزءاً من منظومة حماية «إسرائيل»، لا من منظومة حماية الأمة. وبدلاً من أن تكون الأجواء العربية حاضنة لأمن شعوبها، أصبحت مظلة لحماية الكيان الصهيوني، وتسهيل جرائمه ضد اليمن والعراق وإيران وسائر شعوب المنطقة.
التاريخ لن يرحم، والشعوب لن تغفر. فـ»إسرائيل» لن تبقى قوية إلا بقدر ما يبقى العرب ضعفاء، ولن تواصل عدوانها إلا بقدر ما تفتح لها بعض العواصم أبوابها وأجواءها. وعندما تستعيد الأمة كرامتها، ستُغلق هذه الأبواب، وسيصبح الاحتلال محاصراً لا يجد سماءً تحميه ولا أرضاً تؤويه.
كاتب عُماني
المصدر سيف النوفلي
زيارة جميع مقالات: سيف النوفلي