ثائر قلب المعادلة وكسر هيبة الطغاة
- سيف النوفلي الأحد , 27 يـولـيـو , 2025 الساعة 1:57:07 AM
- 0 تعليقات
سيف النوفلي / لا ميديا -
في زمن كاد فيه العرب أن يفقدوا معنى الكبرياء، ويُغرقهم بحر الذل والارتهان، ظهر عبدالملك بدر الدين الحوثي كصوتٍ خارج عن المألوف، خارج عن الخط الرسمي المليء بالتطبيع والانبطاح، ليُعلنها صريحة: «لا خضوع لا استسلام. لا سلام مع مغتصب الأرض وقاتل الأطفال».
هذا القائد اليمني الشاب لم يكن أميراً مُرفّهاً، ولا ابن دولة نفطية مترفة، بل ابن جبلٍ وقريةٍ محاصرة، خرج من بين أنقاض الحصار والجوع، فصار كابوساً دولياً لكل من تآمر على اليمن.
منذ أن بدأت الحرب الدولية على اليمن عام 2015، بقيادة تحالف ضم قوى كبرى وإقليمية، كان الهدف سحق إرادة الشعب اليمني وكسر عزيمة من قال لا لهيمنة الخارج.
لكن عبدالملك الحوثي، وبخطاباته النارية، وبالتحام قواته الشعبية، حوّل المعركة إلى درعٍ وسيف، فكانت الجبهات تشتعل بالكرامة، والطائرات تُقصف، والحدود تُسحق، وأسطورة القوة الخليجية والدولية تنهار أمام رجالٍ حفاة، ولكن أشداء.
في الوقت الذي كانت فيه عواصم عربية تفتح ذراعيها لنتنياهو، وتُفرش له السجاد الأحمر، أمر عبدالملك الحوثي بقصف عاصمة الاحتلال «تل أبيب»، كأول قائد عربي يفعل ذلك منذ عقود طويلة.
كان هذا القصف رسالة قوية: أن فلسطين ليست شعاراً، بل ميدان مواجهة، وأن صواريخ اليمن، وإن كانت تحت الحصار، أبلغ من بيانات العرب مجتمعة.
لم يكتفِ الحوثي بالشعارات، بل فرض واقعاً جديداً: حظر بحري وجوي على السفن «الإسرائيلية» في البحر الأحمر وخليج عدن، وتوسعت عملياته حتى أصبحت السفن «الإسرائيلية» أو المرتبطة بها هدفاً مشروعاً للمقاومة اليمنية.
إنه الفعل الذي لم يتجرأ أي زعيم عربي حتى التفكير فيه، بل إن البعض من خصومه السياسيين اضطروا إلى الاعتراف بقوته وشجاعته، حتى سمعنا من كان يهاجمه سابقاً يناديه اليوم بالأخ عبدالملك!
بلغ التحدي مداه حين أرسل الحوثيون رسائل النار إلى السفن الأمريكية نفسها، ما دفع إدارة ترامب إلى التهديد بالمحو الشامل لليمن. لكن ما جرى بعد ذلك كان مذهلاً: التهديد انقلب إلى تفاوض، والمواجهة انتهت بتفاهمات سرية، يُقال إن ترامب اضطر لتوقيعها بعد أن تيقن أن اليمنيين لا يُخيفون بالكلام.
إنه اليمن الفقير؛ لكنه أبيّ، الذي أجبر أقوى دولة في العالم على مراجعة حساباتها.
في آخر كلامي أقول إن عبدالملك الحوثي، بفعله قبل قوله، حفر اسمه في وجدان الشعوب، لا في نشرات الأخبار، وكشف الزيف العربي الرسمي من المحيط إلى الخليج. قد يختلف الناس حول سياساته، أو يوافقونه؛ لكن لا أحد ينكر أن هذا الرجل كسر حاجز الخوف، وفتح باب المواجهة، وقال للعدو: لسنا عبيداً، بل أسيادٌ في أرضنا.
حفظ الله اليمن واليمنيين، وعلى رأسهم القائد الفذ عبدالملك الحوثي.
كاتب عُماني
المصدر سيف النوفلي
زيارة جميع مقالات: سيف النوفلي