الحُسَيْن ملكاً للإنسانية
 

د. فضل الصباحي

د. فضل الصباحي / لا ميديا -

في يوم عاشوراء صعدت روح "الحُسَيْن" إلى ربها، ومن حق المسلمين والإنسانية إحياء هذه الذكرى المؤلمة، ومن يتبعون طقوساً مخالفة عليهم مراجعة أخلاق "الحُسَيْن".
لو تفهم علماء المسلمين حقيقة مظلومية "الحُسَيْن" كما رآها العالم، لعرفوا بشاعة الفعل الذي اقترفه يزيد بن معاوية بقتله "الحُسَيْن"، ولما استمر الخلاف بين البعض حتى الآن.
لقد انتصر "الحُسَيْن" رضي الله عنه؛ بأشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهية للنفاق والباطل، والمداراة، وانتصر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان؛ بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصَغَار المتع والأهواء.
يقول عباس محمود العقاد: ثورة "الحُسَيْن" واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ، لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية، فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة "الحُسَيْن" حتّى سقوطها أكثر من 60 سنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما من قتل الحُسَيْن أو أعان على قتله، أو رضي بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً، وما بقي أحد من قتلة "الحُسَين" إلَّا عُوقب في الدنيا، وأسرع الذنوب عقوبة البغي، والبغي على "الحُسَين" من أعظم البغي".
وصف الأديب الألماني يوهان جوته مأساة "الحُسَيْن" بقوله: "إن مأساة "الحُسَين" هي مأساة للضمير الإنساني كله، وأن "الحُسَيْن" جسد الضمير الإنساني بدفاعه عن القيم والمثل الإنسانية الرفيعة".
الخلافات المذهبية والفقهية لا تمنع الأمة الإسلامية من الإجماع على حب "الحُسَيْن" رضي الله عنه.

أترك تعليقاً

التعليقات