د. فضل الصباحي

د. فضل الصباحي / لا ميديا -

من يستهدفون مبنى الكونغرس الأمريكي، كأكبر هرم للديمقراطية في العالم، لا يحق لهم توسيع مظلة الإرهاب، وهم محل اتهام مباشر في إرهاب نخبة المشرعين في بلدهم.
بيان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حول إدراج حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، وفي مثل هذا التوقيت، سوف يعقد الأمور أكثر وتعود الأوضاع إلى نقطة البداية، وربما يمهد القرار في حال تم اعتماده لحرب طويلة.
‏المندوب الأممي إلى اليمن مارتن غريفيتث في إحاطته بمجلس الأمن الدولي دعا جميع أعضاء المجلس إلى رفض القرار الأمريكي بتصنيف جماعة أنصار الله منظمة إرهابية، وأكد أنه وفريقه ضد هذا القرار ويجب عدم الاعتراف أو العمل به، وسوف يواصل جهوده مع جميع الأطراف اليمنية بمن فيهم أنصار الله من أجل إنقاذ الشعب اليمني من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها، والوصول إلى تحقيق السلام الشامل ووقف الحرب.
الذين يصفقون لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، هم من رحبوا بوضع اليمن تحت الفصل السابع من قبل، وسوف تطالهم تبعات هذا القرار أكثر من غيرهم، والأيام القادمة سوف تثبت صحة ذلك في حال تم اعتماد هذا القرار من قبل الإدارة الأمريكية.
الخلاصة: ماذا يراد لليمن، ودول الجوار من خلال صدور مثل هذا القرار المفاجئ الذي صدر عن حكومة في طريقها إلى مغادرة السلطة، خلال أيام قليلة، وتعاني من طيش طاقم ترامب المتهور، وربما لا يستطيعون اعتماد هذا القرار في أروقة الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة القصيرة، أما حركة أنصار الله فلا يملكون أرصدة في البنوك الأمريكية، ولا نشاطاً اقتصادياً أو مالياً، وليس لديهم نية للسفر إلى أمريكا، لذلك الجماعة لن يتضرروا كأشخاص أو كيان سياسي من هذا القرار.
العملية السياسية هي التي سوف تتعثر، فالقرار يعبر عن نية غير حسنة تستهدف الجميع، وسوف تطول الحرب على حساب الشعب اليمني الذي يعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم، كذلك سوف تتضرر دول الجوار من استمرار الحرب، وتبعاتها التي قد تكون حرباً طاحنة ومدمرة، ولا يعلم حجم تأثيرها إلا الله، والعارفون بدهاليز السياسة الأمريكية المتخبطة.

أترك تعليقاً

التعليقات