لوحة إيمانية
 

د. فضل الصباحي

د. فضل الصباحي / لا ميديا -

مكانة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكانة مقدسة ورفيعة، هي أجل وأسمى من أن تُمس من أي كائن على وجه الأرض. النبي محمد لا يشبهه أحد من العظماء. إنه الحقيقة التي أوجدها الله من نوره ليضيء بها العالم. إنه مهبط وحي السماء، سيد الكون، وفخر العرب والعجم.
احترام حرية المعتقدات، وعدم الإساءة للرموز الدينية، يعبر عن رقي القيم الحضارية والإنسانية، وخلاصة ما وصل إليه الفكر الإنساني المتقدم في القرن الحادي والعشرين.
وقد رسم اليمنيون لوحة إيمانية رائعة شكلتها الحشود المليونية التي خرجت في عموم اليمن، أكبرها في العاصمة صنعاء، حيث شاهد العالم طوفاناً بشرياً يخطف الأبصار، شعباً بكامله يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، ويردون على الرئيس الفرنسي "ماكرون" الذي شجع على نشر الرسوم التي تسيء إلى النبي محمد، حيث تم وضع تلك الرسوم على واجهات بعض المباني في العاصمة الفرنسية باريس، كرد فعل عنصري على حادثة قتل الأستاذ الفرنسي، التي يعتبرها  المسلمين جريمة مدانة من 2 مليار مسلم، كذلك الإساءة إلى النبي محمد عمل مرفوض قطعياً من جميع المسلمين، ولا يمكن معاداة الأغلبية بجرم الأقلية، فهذه العنصرية كفيلة بفتح المجال أمام الفوضى وردود الأفعال التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي في فرنسا وأوروبا عامة.
اليمنيون لم يتركوا النبي محمد وحيداً، فقد قاموا بالرد على الرئيس الفرنسي ماكرون بتحويل اليمن كله إلى لوحة تحمل اسم محمد، وهتافاتهم تصل إلى عنان السماء تقول إن النبي محمد رسول السلام والمحبة والتسامح وخاتم الأنبياء والمرسلين، ونور الله إلى البشرية.
ورغم الأزمة الإنسانية التي يمر بها أهل اليمن، وانعدام الغذاء والدواء بسبب الحرب والحصار، إلا أنهم أكثر شعب في العالم يحتفل بالمولد النبوي ويدافع عن قضايا الأمة. إنها المحبة المتبادلة بين النبي محمد وأهل اليمن، الذي قال عنهم: أهل اليمن مني وأنا منهم.
مكانة أهل اليمن عند النبي محمد كبيرة لم يصل إليها بلد أو شعب، لفضلهم وإيمانهم ودفاعهم عن رسول الله وحملهم رسالة الإسلام إلى العالم.
أخيراً:
كل المؤشرات تقول إن اليمن مهما مرت عليها المحن والأزمات والحروب، إلا أنها سوف تتعافى، وتنهض من جديد، وتستجمع قواها الحضارية والتاريخية، لكي يعود اليمن سعيداً مزدهراً ينعم أهله بالرخاء والتقدم والأمن والسلام. هذا وعد الله.
كل الإمبراطوريات عبر التاريخ مهما كانت قوتها وسطوتها وجبروتها إلا أنها بعد فترة من الزمن تبدأ في السقوط وغياب تأثيرها. هذا قانون في فلسفة التاريخ، ينطبق على جميع الإمبراطوريات، والدول المتسلطة السابقة والحالية.

أترك تعليقاً

التعليقات