سفاهة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مبتعداً عن كل الأعراف الدبلوماسية والمعارف الإنسانية والأخلاق المرعية، جاهر سفيه الكون كرسي البيت «الأسود» ترامب بعدائه السافر للعرب، واعتبر رمز «قصر» الرياض» بقرة (مجرد بقرة)، حيواناً إن جف ضرعه يُذبح. وكان تعليق «سمو» ولي عهد «قصر» الرياض بكل خنوع وذل على الحالب الثور بأنه مجرد «مزاح» من صديق لصديقه (هكذا!)، بينما صمتت بقية أبقار الخليج!
وحالب البقر وذابحها مستمر في الحلب، فالبقرة السعودية تدفع الجزية عن يد وهي صاغرة. وآخر مبلغ ضاعفت رقمه إلى تريليون دولار، وهو مبلغ يكفي نصفه لدفع تعويض يستحقه الشعب اليمني لقاء عدوان مملكة الجزية، بقرة السعودية، على الشعب اليمني المظلوم!
ترامب هذا الأحمق يشبه شخصاً يمنياً اسمه أو سمّى نفسه «شيخ الله» مع عدم المطابقة. وقصة «شيخ الله» هذا أن مكتب رئيس المجلس الجمهوري رحمه الله، القاضي عبدالرحمن الإرياني، كان يعد كشفاً بأسماء الطالبين مقابلة فخامة رئيس المجلس الجمهوري، فكاتب يعرف نفسه بشيخ حاشد، وآخر شيخ بكيل، وآخر شيخ المعافر... غير واحد عرف بنفسه «شيخ الله»، ولما رأى القاضي الإرياني هذا الاسم طلب إلى مدير مكتبه أن يدخل أول ما يدخل «شيخ الله»، فسأل القاضي الرجل هل اسمه على الحقيقة هكذا؟! فأجاب «شيخ الله»: يا فخامة الرئيس، كل واحد من هذه الأسماء (جمهو-ملكي) جمهوري بالنهار وملكي بالليل، أما أنا فانظر هذه الجراح، جراح في الكتف حين حصار صنعاء، وأخرى بالرجل حين فتح طريق الحديدة، وقطع بالأذن حين حصار «يسلِح»... ثم لست شيخاً على أحد، فما لقيت إلا الله أتمشيخ عليه!
وترامب لم يلقَ غير الأعراب يتمشيخ عليهم، بل يعدهم بقرات سماناً يحلبهن وإن شاء ذبحهن، لا معقب لحكمه!
وأسأل - سؤالاً مكرراً: أين أبطال الجيش السعودي؟! أين مثقفو الجزيرة العربية من عسكر ومدنيين، وكثير منهم درس في أمريكا وأوروبا وآسيا وبقية الجهات في العالم؟! أليس فيهم من نخوة ليقلب الطاولة على الثور والبقرة في ليلة بلاء أو نهار أبيض؟!
مئات المعتقلين إن لم يكونوا آلافاً في سجون السعودية رفضوا أن يكونوا أبقاراً، سماناً أو عجافاً، ألم يكن لهم أهل يثأرون لهم؟! وهل يعقل أن تصدر «فرمانات» بقرية تحكم على من كتب تغريدة تسأل هذه أو تلك البقرة من أصحاب السمو فيمَ الخضوع والخنوع في اصطبلات بقر الرياض والخليج؟! وإلى متى؟! وأين الغيرة العربية والشهامة الإسلامية لتنتصر للبقر حين الحلب وحين الذبح؟! متى ستشرق شمس الحرية لينعم بقر الرياض ورعاتها بدفء الاستقلال والكرامة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات