رمز وحدة المسلمين وسبيل انتصار الأمة
- محمد الجوهري السبت , 27 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 1:50:51 AM
- 0 تعليقات
محمد الجوهري / لا ميديا -
في زمن أطبق فيه اليهود هيمنتهم الشيطانية على العالم ومارسوا بحق شعوبه كل أصناف الإجرام والاستعباد، كان لا بد من أصوات ترتفع بالحق، وتقاتل نيابة عن الأحرار، وتدافع عن المستضعفين. وهذه من إرادة الله القاضية بتحرير البشر من الاستعباد التي تظهر في التاريخ كلما حاول الظلم أن يطغى. وفي هذا السياق الإلهي جاء دور السيد حسن نصر الله ، الذي نهض للدفاع عن الأمة الإسلامية، وحمل على عاتقه مسؤولية نصرة المستضعفين ، ورسم نموذجا للثبات في مواجهة الظلم والطغيان. لقد كان مثالا للشجاعة والصبر ، يجمع بين العقل والحكمة والتضحية وضحى من أجل حماية القيم الإسلامية والأرض والعرض حتى صار رمزا للمقاومة الحقيقية، ومصدرا للإلهام لكل من يؤمن بالحق والعدل.
ومن يعرف سنة الله في نصرة المستضعفين ، يعلم أن السبيل إلى ذلك لا يكون إلا على يد ولي من أوليائه. ولذلك جاء في دعاء المستضعفين في كتاب الله الكريم: واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا» .
ويكفي أن تستقيم الأمة القائد من أوليائه لتستقيم حياتها وينتهي أمر عدوها. فالنصر الإلهي لا يأتي على شكل معجزات خارقة للطبيعة، بل من خلال هذا الأسلوب الذي يتوافق مع طبيعة البشر وأسلوب حياتهم.
ويظهر هذا النصر في الواقع من خلال قيادات صادقة، تضحي في سبيل الحق ، وتضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار ، فتوحد الصفوف ، وتستنهض همم المستضعفين ، وتواجه الطغاة والمعتدين بالصبر والحكمة والتخطيط المدروس. ومن خلالها تتحقق السيادة والكرامة ، وينكسر العدو تدريجيا أمام عزيمة الشعب وإيمانه، حتى تصبح الأمة قادرة على الدفاع عن نفسها واستعادة حقوقها. فالنصر الإلهي - إذن - لا يقتصر على الجوانب الروحية ،
بل يمتد إلى الواقع العملي ليترجم الإيمان والولاء لله ولأوليائه إلى قوة ملموسة تحبط أعداء الأمة وتحقق العدالة.
من هنا، يتأكد أن الله عز وجل لم يتخل عن الأمة ، فقد أكرمها بالرجال الصادقين، وأولهم السيد حسن نصر الله. لكن لا حيلة للنصر عندما تكون الأمة نفسها تفضل العيش تحت نير العبودية، وهذا حال البشر في كل زمان ومكان. ولنا في الأنبياء عليهم السلام خير أسوة، فقد جاؤوا بالخير كله، إلا أن أقوامهم واجهتهم بالشر كله ، فلا سبيل عندئذ للتحرر، إذ يجني الطغاة على المستضعفين بقتالهم لأئمة
الحق. وما حدث للسيد حسن من تآمر من قبل الأنظمة العميلة لهو خير شاهد على تعامل البشر الدنيء مع محرريهم، ولو كان نصر الله نبيا يوحى إليه لما نقص شيء من عداء الخونة له.
أما الضحية الأكبر المؤامرات الخونة فهي الشعوب المستضعفة، فما نراه في غزة من إجرام صهيوني منقطع النظير هو نتاج تأمر الأنظمة العميلة .
وأولها النظام السعودي، على كل أحرار الأمة وقادتها. فبدلا من الالتفاف حول السيد نصر الله والمقاومة لتحرير فلسطين ، واجهوه بالمؤامرات المتتالية . ودعموا الأطراف المحلية المناهضة له ، بل ومولوا الكيان الصهيوني لتصفيته جسديا. وكل ذلك من أجل دوافع لا قيمة لها ، فوجود السيد حسن لم يشكل قط خطرا على أي عربي، لكن أصحاب القلوب المريضة يسارعون في خدمة أعداء الأمة تحت عناوين مختلفة، ويجهلون أن الخطر الحقيقي على وجودهم يكمن في تأمرهم وخدمتهم لهؤلاء الأعداء .
أما عن استشهاد نصر الله، فلم يخسر بذلك شيء؛ ولكن الأمة هي التي خسرته، وسيظل السيد حسن نصر الله رمزا صادقا للمقاومة والثبات، ولوحدة الأمة حين تفرقت، كما سيبقى شاهدا حيا على أن النصر الإلهي لا يتحقق إلا بوجود قادة صادقين، وأن الأمة مهما ابتليت بالعملاء والخونة فإن رجلا من أوليائها قادر على صون كرامتها ودحر أعدائها .
المصدر محمد الجوهري
زيارة جميع مقالات: محمد الجوهري