هل تصبح سورية وطن قومي للتكفيريين؟!
- محمد الجوهري الثلاثاء , 29 يـولـيـو , 2025 الساعة 12:20:50 AM
- 0 تعليقات
محمد الجوهري / لا ميديا -
منذ سقوط الدولة السورية في ديسمبر الماضي 2024، وحديث الجهاد فيها هو الشغل الشاغل لكل الجماعات المرتبطة بالوهابية في اليمن، خاصة الموالين لحزب الإصلاح، ويظهر جلياً في إعلامهم الدعم المطلق لجرائم الجولاني بحق الأقليات السورية، فهو، في عقيدتهم، البطل التكفيري الخارق، وتتضاعف شعبيته لديهم مع كل عملية إعدام ميداني ينفذها مسلحوه على الأرض.
مؤخراً، بدأ الكثير منهم يهاجرون جماعياً إلى سورية. ولوحظ تسرب الكثير منهم من مناطق حكومة صنعاء إلى مدينة مأرب الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي - الإماراتي، ومن هناك تتولى جهات معينة تنظيم رحلتهم إلى بلاد الشام، وقد تزايدت وتيرة التجنيد بعد أن أٌعلن في مأرب بأن العدد محدود، وأن أقصى عدد للمجندين لن يتجاوز 12000 شخص، وقد يكون الأمر إشاعة لتحفيز أكبر عدد ممكن لتجنيدهم وإرسالهم إلى سورية.
ويلعب العنصر النسوي دوراً محفزاً في الاستقطاب، فالمجندون موعودون بالزواج من سوريات وبالجملة، وكأنّ نساء الشام وقفٌ للجماعات التكفيرية، وبأن سورية بلدُ اللذات المفرطة لدعاة الطائفية من كل أقطار العالم، وقد شجعت مازوخية النظام الحالي في دمشق على تعميم هذه الثقافة، وباتت البلاد محرمة على أهلها مباحة للغزاة من أعدائها، وهذا من الأمور المشينة التي يتصف بها الشرع وأزلامه، فالحديث عن زواج النكاح في سورية منذ 14 عاماً على يد سيوخ الوهابية كان ينبغي أن يُقابل ببعض الغيرة من قبل الأطراف السورية الموالية لهم، فالغيرة صفة فطرية تتجاوز سائر الغرائز الأخرى، ولكن عند الأسوياء من البشر، وحسب.
طبعاً لا يزال الموضوع غامضاً إلى حدٍّ كبير، ومن الصعب معرفة أي تفاصيل في الوقت الراهن؛ لكن مجرد الحديث عنه مرعب، خاصة عندما يتعلق الأمر بكرامة شعب بأكمله قد يُمحى من الخارطة، كما نرى في السويداء ومن قبلها في الساحل السوري.
ولا ننسى أن في العام 2011، بدأ الأمر على يد مجموعة من الشباب يعملون على تسجيل المتطوعين للجهاد في سورية وليبيا، ورغم أن التسجيل بدائياً ولم تتجاوز عدته القلم والورق؛ إلا أنها فترة وجيزة واختفى الآلاف من شباب الساحات بعد أن تكفلت جهات محسوبة على قطر بنقلهم إلى وجهاتهم الجهادية، وتحول الأمر من مجرد حديث عابر إلى عسكرة فعلية تسببت في تدهور الوضع السوري، حتى وصل الحال إلى ما هو عليه.
وللعلم، الحديث عن مشاركة يمنيين للقتال في سورية لم ينل حقه في الإعلام وفي التقارير الدولية، والقليل منها تحدثت عن مقاتلين يمنيين لأسباب قد تكون مسيسة، أو عدم تشكيلهم لفصائل خاصة بهم، بل كانوا جزءاً من تشكيلات متعددة الجنسيات تحت إشراف قيادات تنظيمية دولية؛ إلا أن بعض الأسماء فرضت نفسها، كالمدعو أبي حمزة اليمني، الذي لقي مصرعه بغارة أميركية معلنة في إدلب عام 2022.
أما خطورة التجنيد فكارثية، وأول الخاسرين هم أبناء الأقليات من الشعب السوري، كما لا يُستبعد تجنيدهم لتنفيذ غزو واسع على العراق ولبنان، على غرار ما حدث على يد تنظيم «داعش» من قبل، فالتكفيريون يجاهرون بمخططاتهم ضد الحشد الشعبي وحزب الله، وهو المشروع الذي يتقاطع مع أهداف الكيان الصهيوني في تصفية كل الأطراف المعادية له في المنطقة.
المصدر محمد الجوهري
زيارة جميع مقالات: محمد الجوهري