لماذا نحتفل بالمولد النبوي الشريف؟
- عبدالفتاح حيدرة الجمعة , 13 سـبـتـمـبـر , 2024 الساعة 7:22:06 PM
- 0 تعليقات
عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
يستعد الشعب اليمني لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام ابتهاج والتزاما وإيمانا منا نحن اليمنيين باتباع قدوتنا الأولى نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، قائدا ورمزا للهوية الدينية الإيمانية والتغيير والبناء الروحي والنفسي والمعنوي. وإحياء هذه المناسبة العظيمة عند الشعب اليمني يعني الانتصار للوعي والأخلاق والقيم والمشروع التي جاء بها نبينا العظيم، والذي حولها إلى منظومة متكاملة تراكمية لانتصار الحق والخير وأهل الحق والخير ضد الباطل والشر وأهل الباطل والشر.
إن الاستعدادات اليمنية رسميا وشعبيا للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة ما هي إلا حرص يمني على الاحتفال بقائد التغيير الأول عند الشعب اليمني، والذي يعد قدومه إليهم بشارة أخرج فيهم ولاءهم الإيماني الأول لقبول ودعم ومساندة نبي الأمة في أيام دعوته الأولى. ولهذا يعد احتفالنا نحن اليمنيين بذكرى المولد النبوي الشريف تمايزاً وتميزاً يمنياً للارتباط بالله وبرسول الله. إنه التميز والتمايز الأول الذي يناقض تماما موقف قريش وأعراب مكة، الرافض لدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم حاصروه وجوعوه وخططوا لقتله. أما أهل اليمن فقد هوت قلوبهم إليه وأمنوه وآووه ومنحوه مدينتهم وبيوتهم ومزارعهم ليؤسس فيها ومنها أول مدينة إسلامية لنشر هدى الله وقيم كتاب الله وليبني فيه مشروع العزة والهيبة والقوة لهذه الأمة المحمدية.
من هذا الأساس المتين، فإن الشعب اليمني يحتفل بيوم مولده الشريف، احتفالا بتوفيق الله لهم لمنحهم موقفهم وولاءهم الإيماني لله ولرسوله، واحتفالا ليتمايز أصحاب الحق عن أصحاب الباطل، واحتفالا يظهر الذين على نهج الله ورسول الله، ويفضح ويعري من اتبعوا خطوات الشيطان الرجيم والمنافقين.
يحتفل الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف اليوم وهو متوج بشرف وعزة وتأييد الله للانتصارات العسكرية على قوى الشيطان الصهيوأمريكي في البر والبحر والجو، وبحشوده الشعبية المليونية الأسبوعية التي تناصر المجاهدين الأعزاء في فلسطين، بينما تعج شوارع ومدن الأعراب بحفلات الرقص والغناء على أشلاء أطفال غزة.
يحتفل الشعب اليمني بمولد خير البشر عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين سنويا لترسيخ مفاهيم أخلاق الأنبياء ومفهوم التناقض مع أعداء الأمة ومفهوم التغيير والبناء الذي استطاع أن يحكم العالم ويؤسس ويبني إمبراطورية هزمت أقوى الإمبراطوريات في العالم خلال 40 عاما، وهذا التميز والتمايز اليمني يرتفع عاليا بالانتماء الإيماني وترسيخه عمليا في واقع الحياة. ولهذا علينا أن نستثمر هذه المناسبة العظيمة لنتذكر ونعمل ونتوجه ونستحضر دائما التميز هذا لنضبطه في واقع مسيرة حياتنا اليوم ونحن في بداية مشروع البناء والتغيير الذي أطلقته القيادة الثورية والسياسية للحكومة، وكذلك ضبطه في المواقف والولاءات والعداوات والالتزامات في كل مواقع المسؤولية، واستحضار الانتماء الإيماني والأخلاقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله في كل الحالات وكافة الظروف.
هذا يعني أن نتحمل المسؤولية في الحفاظ على تمايزنا وتميزنا عن أعدائنا باستثمار الدروس من المولد النبوي الشريف لإيجاد مشروع يمني نهضوي وتعبوي واسع وشامل لمواجهة كل مخاطر أمريكا و»إسرائيل» وأدواتهما الشيطانية التطبيعية في المنطقة، نستثمر ذلك في رفع مستوى الوعي والمعرفة وإيجاد الرؤى الصحيحة وبرامج العمل العلمية لمواجهة كافة مشاريع الشياطين وأعوانه مهما كانت أصوات العواء التي يصيح بها أهل الباطل والشر.
المصدر عبدالفتاح حيدرة
زيارة جميع مقالات: عبدالفتاح حيدرة