سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
دائماً ما كانت أمريكا تنهب دول العالم كافة، فلقد كانت تنهبه عبر استثمار أوضاع البلدان وإعادة هندسة أنظمة الحكم فيه بما يؤدي إلى إخضاعها للمصالح الأمريكية وبأساليب إنفاق كثيرة، الإنفاق على منظمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة إما بهدف إخضاع أنظمة الحكم الممانعة أو للإطاحة بها وصعود نخبة حكم عميلة لها.
ما تغير اليوم في عهد ترامب، هو أن أمريكا الترامبية تريد أن تنهب دول العالم دون أن تنفق دولارا واحدا، وذلك عبر استخدام الإجراءات المالية والاقتصادية العقابية، أي تريد أن تحقق أعلى الأرباح من دون نفقات تشغيلية!
إن توصيات وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر قبل وفاته هي التي تحدد معالم سياسة ترامب الحالية.
لقد ورد في توصياته ما يلي: اتركوا أوكرانيا لروسيا وتفاهموا على موقعكم في النظام العالمي الجديد. أما أوروبا فعليها أن تسدد فواتير تاريخها الاستعماري النهبوي لدول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. بينما «الشرق الأوسط» حلوله سهلة مادام العرب غير مقاومين ككتلة جغرافية واقتصادية واحدة.
وتغافل كيسنجر طبعاً، تاريخ أمريكا الدموي الاستعماري -لأنه أمريكي- ابتداء من هيروشيما وناجازاكي، ومروراً بفيتنام وأفغانستان والعراق حتى الآن.
وكلامه عن العرب بأنهم غير مقاومين مجانب للصواب إلاّ إذا كان يعني بالعرب حكام الأنظمة التابعة. لأن سياسة استمراء التبعية التي اختطها هؤلاء الحكام الخاضعون الخانعون هي التي غيبت العرب وأفقدتهم أي وزن اقتصادي أو سياسي عالمي..!

أترك تعليقاً

التعليقات