عبقرية زياد الرحباني ودعتنا!
- جهاد أيوب الأحد , 27 يـولـيـو , 2025 الساعة 1:57:03 AM
- 0 تعليقات
جهاد أيوب / لا ميديا -
الخبر الصادم، مع أن الموت حق.
النبأ المزعج، مع أن جسده أنهك، فقرر الرحيل دون وداع.
الفراق الموجع، مع أن زياد عاصي الرحباني، ابن فيروز، لم يفارقنا، ولم يفارق الشباب، ولم يفارق الوطن بكل تناقضاته.
هو زياد الرحباني... وكفى!
استطاع جذب الشباب العربي، كل العرب، إلى عالمه، بكل جنونه وتميزه ومفرداته وألحانه ومسرحياته وقفشاته وحواراته وسخريته من حالنا، ووضع نقاط البحث عن إنسان في وطن الكذبة.
استطاع أن يخطف الشباب إليه، وكبرنا معاً. ورغم كل خلافاتنا، شجاراتنا، تناقضاتنا، كان زياد الرحباني الفن الجامع، الشخصية الحاضنة، رغم خصوماتنا الفكرية والعقائدية والحزبية والمناطقية!
زياد ظاهرة محببة تشبهنا من لحم وفكر ودم! سرقت منه الحياة فصنع حياتنا بوجوده، وسرق منه العمر فأسعد أعمارنا بعمره، وسرق منه الطفل -لكونه ابن المشاهير- فعمل على أن يكون الطفل فيه وفينا دون انقطاع، وسرق منه الوطن فبنى وطن زياد الرحباني كي نعيش فيه، ننتقد، نضحك، نصفع، ونكمل المسير.
عاش زياد يبحث عما سرق منه، وعشنا خلفه نطلب المزيد.
هذا الزياد كان وطن كل الأجيال العربية. ورحيله يعني الخنجر الذي زرع في الفكر ليزيد الهمّ العربي همّاً، ويؤكد أننا أمة تقتل الأنبياء فيها!
زياد الرحباني هو الأمل الذي تبقى لنا في الفن والإبداع والفكر وبقايا أحزاب. ولكن الله يصر أن نتعذب من الطفولة إلى الكهولة إلى حين!
زياد الرحباني مات! زاد الفن العربي جهلاً، وتكالبت الجملة الموسيقية الصهيونية على تراثنا الذهبي، واحتل «التنك» الفكري مساحة كبيرة، وخسر المسرح أيقونة تثبيته وتحاوره وتجذب الجمهور إليه.
مات زياد الرحباني العبقري، فخسف النغم، واسودّ السطر، وخفت ضوء الصوت، وكان الله في عوننا!
المصدر جهاد أيوب
زيارة جميع مقالات: جهاد أيوب