الإنسان.. وصداه
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
في عصور الوحشة البشرية كان الصدى هو المؤنس، وهو الآخر مقابل الذات التي ينقسم صوتها من أجل الاستئناس في حيود الوحشة.
كان الإنسان يبحث عن زاوية تتحدث معه، أو فضاء يرد عليه، فكانت الحيود والمغارات المليئة بترددات الصوت هي المكان المناسب للغناء والصراخ والحديث مع النفس، والاندهاش برجع الصدى.. فكان الغناء، وكان الشعر، وكان الأنا والآخر.
كان الإنسان في غنى عن الاستئناس بسواه، فقد كان يصرخ وينتظر ثانيتين حتى يعود إليه صدى صوته، كأن نسخته اللامرئية هي التي ترد عليه بنفس الصوت من الجانب الآخر.
مازلنا مسكونين بصدى أصواتنا منذ أزمان غابرة، فكلما عبرنا بالسيارة من أي نفق نخرج رؤوسنا ونصرخ كالأطفال للاستمتاع بصدى أصواتنا أثناء عبورنا السريع من تلك الأنفاق الخرسانية.

أترك تعليقاً

التعليقات