من الذي فرط بالسيادة؟!
- عبد المؤمن علي الديلمي الخميس , 27 ديـسـمـبـر , 2018 الساعة 5:24:00 PM
- 0 تعليقات
عبد المؤمن علي الديلمي
معدومو الرجولة والوطنية... لاعقو أحذية السعودي والإماراتي والأمريكي... مثقوبو الانتماء الوطني والكرامة... فاقدو المروءة والشهامة... بائعو الأرض والعرض والوطن والسيادة... كل هؤلاء، وبعد انتهاء مشاورات السويد، التي جاءت نتائجها بما لا تهوى أنفسهم ولا أنفس أسيادهم، ارتفع نباحهم، وعواؤهم، وعويلهم، وصراخهم... لماذا؟ يقولون: دفاعاً عن سيادة الوطن من أن تنتهك، وتنديداً بمن فرط في سيادته من خلال التفريط في ميناء الحديدة.
تعالى صراخ بائعي الوطن والكرامة والسيادة، وكالوا الشتائم والنعوت المليئة بالتخوين للقيادة السياسية والوفد الوطني إلى مشاورات السويد لقبولهم إشراف فريق فني من الأمم المتحدة على أعمال ميناء الحديدة وإيراداته، التي ستودع في فرع البنك المركزي في الحديدة، لتصرف بعد ذلك كمرتبات لكل موظفي الجمهورية اليمنية.. وهذا في رأيهم، بل في رأي أسيادهم المعتدين الغزاة، لأن هؤلاء الخونة العملاء ليس لهم رأي ولا وطنية ولا كرامة.. حيث طلب منهم أسيادهم ذلك، لأن أسيادهم هزموا في معركة الساحل الغربي، وفي معركة الحديدة على وجه الخصوص، شر هزيمة، رغم مئات المليارات التي صرفتها دول العدوان مقابل شراء أحدث الأسلحة وحشد عشرات الألوية العسكرية من الخونة المحليين والمرتزقة الأجانب، التي سحقت وتبخرت على مشارف مدينة الحديدة، وريفها وساحلها ورمالها.
ولأن معركة الحديدة سبقتها ورافقتها حملات إعلامية تضليلية جبارة، لإقناع العالم بانتصار الغزاة فيها، بل إن إعلام العدوان تمادى في تضليله وكذبه بادعائه الوصول إلى وسط مدينة الحديدة.. ولأن المعتدين هزموا هزيمة عسكرية نكراء على امتداد الساحل الغربي وعلى مقربة من مدينة الحديدة، وتبخرت أحلامهم ومعها مئات المليارات من الدولارات، أعقب تلك الهزيمة العسكرية هزيمة سياسية كبيرة في السويد.. ولتغطية كل هذه الهزائم التي منيت بها دول العدوان أمام العالم، ولتغطية انتصار الجيش اليمني ولجانه الشعبية عسكرياً، وانتصار وفدنا الوطني إلى المفاوض سياسياً، أو على الأقل التقليل من هذا الانتصار المزدوج، دفعت دول العدوان بأدواتها المحلية الرخيصة من العملاء والخونة وبائعي الأرض والعرض والسيادة الوطنية، للصراخ والعويل في منابره الإعلامية (وما أكثرها وما أكذبها) لتحقيق هدفين رئيسين: أولهما: إخفاء هزائم دول العدوان العسكرية والسياسية، أمام شعوبها وأمام الرأي العام العالمي، لحفظ ماء الوجه.. ثانيهما: أن يتلقى عملاء دول العدوان من الطابور الخامس في الداخل هذا الصراخ لبث الأراجيف والإشاعات، ومحاولة إقناع الشعب اليمني أن قيادته قد فرطت بالسيادة الوطنية على ميناء الحديدة، لخلق سخط وغضب شعبي كبير على القيادة الوطنية في صنعاء.. كل ذلك لم يجدِ نفعاً.. فالعالم كله على يقين من هزيمة دول العدوان عسكرياً وسياسياً.. بل أكثر من ذلك، لم تحقق دول العدوان هدفيها المذكورين، بل إنها بذلك أكدت للعالم هزائمها العسكرية والسياسية، وفي الوقت نفسه زاد التفاف الشعب حول قيادته الثورية والسياسية، وحول جيشه ولجانه الشعبية، وزاد من قناعة الشعب بصدق وإخلاص ووطنية قيادته الثورية والسياسية، وصوابية قراراتها في الجبهات السياسية.
ولأولئك الخونة العملاء المرتزقة.. المتباكين على انتهاك السيادة الوطنية المزعومة، أقول: من الذي ارتمى في أحضان الأجنبي واستدعاه لشن حرب وحشية على وطنه وتدمير مقدراته ونهب ثرواته؟ من الذي أفتى بشرعية ووجوب الاستعانة بالأجنبي لاحتلال وطنه وانتهاك سيادته، وانتهاك كرامة شعبه؟ من الذي بارك احتلال وطنه، وقتل شعبه، واحتلال مطاراته وموانئه؟ من الذي غض بصره عن الانتهاكات الإنسانية والجنسية الجسيمة التي قام ويقوم بها المحتلون الغزاة وجلاوزتهم من المرتزقة الأجانب والخونة المحليين، في حق أبناء الشعب اليمني في المحافظات المحتلة؟ من الذي تغاضى ويتغاضى عن المعتقلين في السجون السرية للمحتلين، وصم أذنيه عن صراخ واستغاثة المغتصبات والمغتصبين في غياهب سجون الاحتلال؟ من الذي يتسول ويتسكع على أبواب السفارات وفي أروقة الفنادق، للحصول على حفنة من المال المدنس من دول العدوان، ويتغاضى عن نهب مقدرات وثروات وطنه، مقابل تأييده ومباركته لكل جرائم العدوان الوحشية في حق شعبه ووطنه ومقدرات وطنه وبنيته التحتية؟ من الذي باع أرضه وعرضه وشرفه ومروءته وسيادة وطنه، واختزل سيادة واستقلال وحرية الوطن وكرامة وشرف الشعب بأكمله في إرضاء مخلوق تافه لا يساوي ملء أذنيه قذارة، يعتدي على شعبه ويحتل أرضه وينتهك عرضه، من أجل حفنة من المال المدنس؟ من الذي يحمل المباخر للغزاة والمحتلين، ويبرر كل جرائمهم، ويسمح لهم بلعب الورق (البطة) على ظهور نسائه؟
يا هؤلاء... لا تتحدثوا عن السيادة، لأنكم لا تعرفونها ولا تحملونها في ضمائركم ونفوسكم.. وقد بعتموها بدراهم معدودة... فالسيادة والحفاظ عليها، لها رجال تعرفهم ويعرفونها.. لا تتحدثوا عن السيادة.. فالسيادة تتلوث عندما تتحدثون عنها.... لا تتحدثوا عن السيادة.. فالسيادة تلعن معدومي الرجولة ومثقوبي الوطنية وفاقدي المروءة والشهامة، وبائعي الأرض والعرض والوطن.
حفظ الله اليمن من شروركم وشرور أسيادكم. وسلام الله رجال اليمن رجال الرجال.
المصدر عبد المؤمن علي الديلمي
زيارة جميع مقالات: عبد المؤمن علي الديلمي