لعنة اليمن 2-2
 

عبد المؤمن علي الديلمي

عبد المؤمن علي الديلمي / لا ميديا

إضافة الى فشل دول العدوان عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً وإنسانياً وأخلاقياً، فإن (لعنة اليمن) -بكل تأكيد- ستغير من وجه المنطقة، وستسقط أنظمة وملوكاً ورؤساء، وستفرض معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، لصالح محور المقاومة في المنطقة، وقد بدأت بواكير هذه اللعنة تتكشف، فقبل عدوانها على اليمن، كانت مملكة داعش الكبرى، تنعم بالأمن والأمان والرخاء، وتحظى بمكانة دينية وسياسية وعسكرية واقتصادية ودولية واسعة، وبعد عدوانها على اليمن، أصابتها لعنة اليمن في الصميم، وظهرت بواكيرها وآثارها على مملكة داعش تتكشف على كل الصعد:
عسكرياً: نكل الجيش اليمني واللجان الشعبية، بجيش مملكة داعش الكبرى (بأسلحته الحديثة المتطورة، وإمكاناته الهائلة) وبمرتزقتها من الجيوش العربية والمنظمات الإرهابية العالمية، ومن تنظيمي داعش والقاعدة، والخونة المحليين، على امتداد حدودها الجنوبية، في معارك شاهدها العالم أجمع، ووثقتها عدسات الإعلام الحربي، وسجلها التاريخ، ولا يمكن أن تمحى أو تنسى حتى يرث الله الأرض ومن عليها، حيث قام الجيش اليمني واللجان الشعبية باقتحام وإسقاط معظم المواقع العسكرية لمملكة داعش تباعاً في الحد الجنوبي، كما أصبحت كل مدنها ومنشآتها الحيوية والاقتصادية والاستراتيجية، ومطاراتها وموانئها في متناول صواريخنا الباليستية وطيراننا المسير، بما في ذلك عاصمتها الرياض، وما بعد ما بعد الرياض.. وأهم من ذلك كله: أسقط الجيش اليمني واللجان الشعبية مملكة داعش الكبرى (عسكرياً) (وإلى الأبد).. وهذا جزء من لعنة اليمن.
سياسياً: بالصمود الأسطوري للشعب اليمني العظيم، وببسالة وشجاعة جيشه الوطني ولجانه الشعبية، وبكفاءة واقتدار قيادته الثورية والسياسية، سقط القناع، وتكشف الوجه الحقيقي الإرهابي لمملكة داعش الكبرى أمام العالم، ولم يعد المال السعودي (الذي طالما أخفى حقيقة وبشاعة نظام مملكة داعش، ويشتري صمت العالم عن جرائمها في اليمن والعالم) قادراً على إخفاء جرائمها التي تكشفت للعالم أو السكوت عنها.. وما حادثة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي (بالطريقة الوحشية غير المسبوقة، وما ترتب عليها من تداعيات سياسية وحقوقية وأخلاقية خطيرة على مملكة داعش، وما أعقب ذلك من سخط وغضب دوليين، وصل حد المطالبة بمحاكمة ومعاقبة نظام مملكة داعش على جرائم الحرب التي ارتكبها في اليمن، وعلى اغتياله خاشقجي) إلا نتيجة أولية أسفرت عنها لعنة اليمن.
دينياً: بعدوانها على اليمن، سقطت عن مملكة داعش رمزيتها ومكانتها الدينية في العالمين العربي والإسلامي، وسقطت كل محاولاتها إلباس عدوانها على اليمن لباساً دينياً، وتكشف زيف وبطلان وكذب ادعائها خدمة الحرمين الشريفين، ولم يعد توظيفها للدين من خلال مسوخها الوهابيين التكفيريين، لتمرير مشروعاتها الخيانية العدوانية، خدمة لأمريكا وإسرائيل، مجدياً، وتهاوت كل قواعد الفكر الوهابي التكفيري الإرهابي، التي ظلت على مدى عقود طويلة ترسخها.. وما كان لهذه الرمزية الدينية أن تسقط لولا لعنة اليمن، التي أسقطتها، وإلى الأبد.
اقتصادياً: قبل عدوانها الوحشي على اليمن، كانت مملكة داعش تعد من أغنى دول العالم، وكانت استثماراتها الهائلة تملأ العالم، وكانت تحتفظ باحتياطيات مالية هائلة... لكن عدوانها على اليمن استنزف أموالها بشكل مريع، فالحرب لها كلفة عالية جداً، ولم يقتصر الأمر على نفقات الحرب فحسب، بل تعداه إلى شراء المواقف الدولية ووسائل الإعلام في أنحاء العالم، والمنظمات الحقوقية والإنسانية و.. و.. و.. الخ.. كل هذا جعلها عرضة للابتزاز الدولي، ونتيجة لذلك، وبشكل غير مسبوق، أضحت مملكة داعش عاجزة عن دفع مرتبات الموظفين، ولجأت الى الاستدانة من البنوك والصناديق الدولية، وقامت ببيع الكثير من استثماراتها وأوراقها المالية، وأوقفت المشروعات التي بدأت بإنشائها.. وهي الآن بصدد بيع شريانها المالي (شركة أرامكو). الخلاصة: إن مملكة داعش على وشك السقوط الاقتصادي الكامل.. وهذه من نتائج لعنة اليمن..
لم تقف لعنة اليمن على مملكة داعش عند هذا الحد، بل تجاوزتها الى نواحٍ عدة.. الإعلامية والأخلاقية والإنسانية والحقوقية... الخ.. سقطت مملكة داعش في كل شيء... ولا ننسى سقوط مشروعاتها في اليمن والمنطقة، وبالذات مشروعها الإرهابي في سوريا، حيث انتصرت سوريا، ويعود الفضل في نصرها للعنة اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات