خونة اليمن في الصدارة
- عبد المؤمن علي الديلمي الخميس , 3 يـنـاير , 2019 الساعة 4:14:25 PM
- 0 تعليقات
عبد المؤمن علي الديلمي
على مدى التاريخ، وعلى مر العصور، كانت الشعوب تتصالح مع حكامها الظالمين والمستبدين، إذا تعرضت بلدانها لغزو خارجي.. وتنسى خلافاتها مع حكامها، وتحمل السلاح وتقف جنباً إلى جنب مع جيوشها للتصدي للغزاة، وقتالهم حتى دحرهم وطردهم وتطهير بلدانهم من الغزاة والمحتلين...
هذا هو ما يهم الشعوب ويحركها وما تسعى إليه...
تفعل الشعوب ذلك، وتضع خلافاتها مع حكامها المستبدين جانباً، حباً في أوطانها، وخوفاً عليها من دنس الغزاة، وترضى بالموت على أن ترى أوطانها محتلة يتحكم بها وبشعوبها غزاة ومحتلون... لأن تلك الشعوب لا تتخذ من خلافاتها مع حكامها عذراً للتعاون مع الغزاة للتخلص من الحكام المستبدين، لأنها تدرك جيداً الثمن الغالي الذي ستدفعه في حال احتلت أوطانها، وما سيحيق بالشعوب من قتل وإهدار للكرامة والشرف والأعراض... الخ..
هكذا روى التاريخ لنا، على مر العصور، مكانة الأوطان في نفوس شعوبها، التي لا تساوم ولا تفرط في سيادة أوطانها، مهما كان الثمن الذي تدفعه في سبيل الحفاظ على سيادة أوطانها، غالياً.. وبالتأكيد كان الأمر لا يخلو من وجود خونة وعملاء ومرتزقة في كل شعوب العالم، يعملون مع الغزاة والمحتلين، لكنهم قليلون على كل حال، ويمارسون خيانتهم وعمالتهم في الخفاء، ووسط تكتم وسرية شديدين، لأن أولئك الخونة يعلمون جيداً مدى جرم وبشاعة وحقارة خيانتهم وعمالتهم للغزاة والمحتلين، وكانت حالات الخيانة والعمالة قليلة جداً، ولا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد في كل شعب..
أما في الحالة اليمنية المعاصرة، فالأمر صادم، وغير مسبوق في الخيانة والعمالة والارتزاق في التاريخ البشري... لقد تجاوز الخونة اليمنيون في خيانتهم لوطنهم كل الخونة عبر التاريخ، بل تجاوزوا حتى قواعد الخيانة والعمالة والارتزاق (إن كان لها قواعد وأسباب)... يتجلى ذلك بوضوح شديد في الآتي:
من المعروف -عبر التاريخ- أن أعداد الخونة والعملاء كانت قليلة جداً، ولا يتعدى أعداد الخونة في كل شعب، أصابع اليدين... أما في حالتنا اليمنية المعاصرة، فلم تقتصر الخيانة على قلة من الأفراد، بل تعدى ذلك الى أحزاب سياسية بأكملها (إلا من الفرد النادر)، باركت الغزو والاحتلال والعدوان على وطنها، مستخدمة كل الوسائل الإعلامية والسياسية والمالية... الخ، من دون وازع من أخلاق أو وطنية، ليس ذلك فحسب، بل لقد بلغ بها الأمر حد تسخير الدين، أي تبرير الخيانة وإلباسها لبوس الدين، بتكليف من يسمون علماءها، بإصدار الفتاوى التي تجيز وتبارك العدوان على اليمن، واحتلالها وقتل شعبها ونهب ثرواتها وتدمير مقدراتها وانتهاك السيادة والكرامة والأعراض، وإباحة كل محرم ومحظور.
يمارس الخونة والعملاء والمرتزقة أعمالهم مع المحتلين والغزاة، بسرية شديدة، وفي الخفاء وبتكتم شديد، أما في حالتنا اليمنية المعاصرة، فالخونة والعملاء، يمارسون خيانتهم وأعمالهم، علناً، وعلى كل المنابر الإعلامية، المرئية والمقروءة والمسموعة، بكل وقاحة وصفاقة، ومن دون حياء أو خجل، بل يتفاخرون بذلك، ويدعون غيرهم الى الالتحاق بهم، ويعدون ذلك عملاً (وطنياً)...
لقد صعق العالم كله من خونة اليمن... فعلى الرغم من التعتيم الإعلامي، وشراء كل وسائل الإعلام العالمية، والمواقف السياسية والإنسانية، تظهر بعض المواقف التي تعبر عن استهجان واحتقار بعض السياسيين والصحفيين وغيرهم من هنا وهناك، تظهر مدى الصدمة التي أحدثها خونة وعملاء اليمن في نفوس وضمائر الشعوب في العالم أجمع.
الحديث عن خونة اليمن المعاصرين طويل ويطول، وهؤلاء حالة لا تشابهها ولن تشابهها حالة، في أي زمان وفي أي مكان. خونة اليمن المعاصرون تجاوزوا كل حدود الانحطاط والوقاحة والسفالة والخيانة... حتى إن الخيانة والانحطاط والوقاحة والسفالة تتبرأ منهم، وتجعل مزابل التاريخ لا تقبلهم، لأنها تخشى على قذارتها من قذارتهم ونجاستهم وسفالتهم..
المصدر عبد المؤمن علي الديلمي
زيارة جميع مقالات: عبد المؤمن علي الديلمي