هزيمة الأمم عـلى أبواب مأرب
- شوقي عواضة السبت , 5 ديـسـمـبـر , 2020 الساعة 7:17:50 PM
- 0 تعليقات
شوقي عواضة / لا ميديا -
كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن قيام بريطانيا بإرسال قوّات خاصة بصورة سرّية لحماية حقول النّفط السعودية. ونقلت الصّحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية أنّ وحدة رصد متطوّرة للطائرات المسيّرة هي من بين الوحدات التي تمّ نشرها.
هذا الإعلان لم يكن أمرا جديدا يكشف عن مشاركة بريطانيا في العدوان على اليمن، لاسيما أنّ دور ومشاركة بريطانيا في العدوان لا تقلّ أهميّة عن الدّورين الأمريكي والفرنسي منذ بداية العدوان، فقد سبق أن أعلن مصدر في قوّات الكوماندوز البريطانية لصحيفة «دايلي مايل» أنّ وحدات من الكوماندوز التابعة للقوّات الخاصة البريطانيّة قاتلت بشكل مباشر في المواجهات ضدّ الجيش واللّجان الشعبيّة داخل اليمن من خلال وحدة الخدمة الخاصّة، وأدّى ذلك إلى سقوط عدد من الجرحى في وحدة النخبة البريطانيّة.
يضاف إلى ذلك ما كشفته صحيفة «دايلي مايل» البريطانية للمرّة الأولى بالتزامن مع بداية العدوان على اليمن بإعلانها عن مشاركة للقوّات الملكية البريطانية في عمليّات عسكرية داخل محافظة صعدة شمال اليمن أدّت إلى إصابة خمسة من جنود وضباط الوحدة.
مشاركة بريطانيا في العدوان على اليمن لم تقتصر على إرسال القوّات الخاصّة والسرية إلى اليمن أو إلى السعودية، بل إنّ بريطانيا تعتبر شريكا أساسيّا في العدوان، من خلال ما قدمته للسعودية من أسلحة متطوّرة ومشاركتها في العدوان أمنيّا وعسكريا ومن خلال التخطيط والإشراف وتعزيز قدرات سلاح الجو السعودي، وتدريب طياريه وتجهيزهم، إضافة إلى تعزيز القدرات القتالية والتدريبيّة للجيش السعودي ومرتزقــــة العدوان. وما أعلنه النّاشط أندرو سميث، مدير حملة "ضدّ الأسلحة" في بريطانيا عن تدريب طيارين سعوديين على يد القوّات البريطانية يؤكّد مدى مشاركة بريطانيا في العدوان. يضاف إلى تلك الشّراكة الشركاء الآخرون في العدوان: الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول الحلف الأعرابي التي شكّلت تحالفا أمميا عدوانيا على اليمن وشعبه، لم تجنِ منه على مدى سنوات العدوان سوى المزيد من الهزائم النّوعية لنخبة القوات الملكيّة البريطانية وقوّات البحرية الفرنسية وأدمغة الاستخبارات الأمريكيّة وضبّاطها من المارينز وغيرها.
اليوم يعود هذا التّحالف العدواني، وعلى رأسه بريطانيا، للتهويل على اليمنيين من خلال إعلانها إرسال قوّات خاصة وسريّة. فتوقيت الإعلان جاء في ظلّ استهداف الجيش واللجان الشعبية اليمنية لـ«أرامكو» جدة بصاروخ "قدس2" المجنح، والذي أصاب الهدف بدقة، وبالتزامن مع سقوط موقع ماس العسكري، حصن الدّفاع الأوّل عن مأرب، عاصمة التحالف العدواني ومركز القيادة السابعة. وهذا يعني أنّ قوى العدوان تحاول استدراك الموقف وخطورة سقوط مأرب بيد الجيش واللجان الشعبيّة، والوقوف سدا منيعا في وجه نقل المعركة خارجيا من خلال فرض قواعد الاشتباك الجديدة التي أعلنها العميد يحيى سريع باستهداف كلّ المصافي النفطيّة والشركات الاجنبيّة في ظلّ استمرار الحصار والعدوان على اليمن.
وبالرّغم من التجربة الميدانية التي أثبتت عجز قوى التّحالف العدواني عن تحقيق أيّ إنجاز وفشلها في تسجيل أي انتصار، لا يزال هذا التحالف يصرّ على حماقته باستمرار العدوان دون أن يقرأ التجربة ويستخلص العبر من عمليّات توازن الّردع التي أصبحت من التاريخ بعدما استطاعت القوّات المسلحة اليمنية الانتقال إلى مرحلة تفوّق الردع والقوّة من خلال نقل المعركة إلى الخارج، واستهداف مصالح دول العدوان في السعودية، في ظلّ حصار مطبق وتقدّم على مستوى الجبهات الداخلية.
ومن يراقب حركة المواجهة الميدانية منذ بداية العدوان لا يحتاج إلى الكثير ليدرك أنّ اتساع سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة التي تتزايد يوميا على مساحات شاسعة تؤشّر بوضوح إلى مدى فشل العدوان الذي لم يدرك طيلة سنوات هزائمه أنّ المعركة بالنّسبة لليمنيين هي معركة وجود وليست معركة حدود مع قوى العدوان وفي مقدمتها نظام بني سعود وعيال زايد الذين لم يدركوا جيدا أنّ لا القوّات الملكية البريطانية ولا المارينز الأمريكية ولا القوّات البحريّة الفرنسية ستدفع عنهم بأس اليمنيين، ولا صواريخ الباتريوت الأمريكية ولا منظومات «جيراف» (الزرافة) البريطانية سترهب اليمنيين وتحبط عزيمتهم الباليستية التي هي كصواريخهم، إذ ستأتيكم من حيث لا تدرون فارتقبوا هزيمتكم الآتية ولو بعد حين.
كــاتــب لبنـــانـي
المصدر شوقي عواضة
زيارة جميع مقالات: شوقي عواضة