أزمات متفرقة في العاصمة
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
كل اليمنيين من كل المحافظات يجتمعون في أحضان المدينة الأم بتعايش أذاب الخطوط الجغرافية وتلاشت تسميات المناطق، ليتحرك الجميع في أرجاء المدينة بدون أن يُسأل أحد أو يُميز آخر بمنطقته، فسلام الله عليها وعلى أهلها وساكنيها.
أزمة الوقود منذ أيام: وصلت أسعار السوق السوداء إلى 28 ألف ريال للدبة البترول. أصبحنا متعودين ولا نتذمر من الدولة، لمعرفتنا أنه العدوان لا ألحقه الله خير. ماذا لو كنا نمتلك شبكة مترو؛ وهذا مجرد تفكير من المستحيل تخيله؛ فلم تستطع الدولة لعقود العمل على تثبيت الطبقة الاسفلتية لاثنى عشر شهراً بدون خراب، أصبح هذا الأمر شيئاً طبيعياً، حرام أن يظل مقاولو القطاع الخاص أصدقاء النافذين بدون عمل!!
اليوم وأمس عند رؤية الشوارع ومجاميع الناس تتجمع في انتظار وسيلة نقل (باص) حتى يظهر ولا يلبي حاجة الركاب، لو فكرت أمانة العاصمة في توفير حافلات نقل كبيرة وتم توفير كمية وقود حتى من السوق السوداء، وأكيد أن لهم معرفة كيف يتم ذلك، وتم تحريك هذه الحافلات في الخطوط الرئيسية تحت إشراف مندوبي الفرزات ومكتب النقل وتعمل لتخفيف الأزمة ونقل المواطنين، ولكن المسؤولين غير معنيين، فهم لا يشعرون بحجم المشكلة ولا يعانون الأزمة، فسيارات الثمانية سلندر ممتلئة بالوقود، وبالإمكان تغطية قيمة عدة براميل للطوارئ من رسوم المالية التي يتم تحصيلها من المواقف التي تفشت في كل زاوية من أمانة العاصمة، فقد أصبح ركن السيارة برسوم في أماكن عدة، ويظهر لك متعهد بسندات يقول لك: أنا مستأجر الموقف يا عم ما نفعل؟!... رسوم جباية ما جعل الله لها من وجه حق.
مازالت عملية ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية مستمرة في وجه المواطن الذي يعاني من صدمة التكرار وعدم حصول معالجات، حتى أصبح هناك نوع من اليأس وعدم الثقة في تحرك المعنيين. ارتفعت أسعار وايتات المياه لـ»الزفة» 2000 ريال، ولو قامت مؤسسة المياه بمسؤوليتها حتى في ضبط أسعار المياه التي من باطن الأرض وملك عام للدولة والمواطن لتم ضبط شيء من الارتفاع يحقق تخفيفاً ولو بسيطاً، فكيف لو ضخ مشروع المياه الخدمة للمنازل وتم تحصيل فواتير الاستهلاك؟! لما تعثرت مؤسسة سيادية وأساسية للناس، ولكن المعنيين تعودوا على التثاقل في المسؤولية وإطلاق العويل والنحيب على ما تسبب به الحصار، وهذا ليس جديداً، ونحن محاصرون سبعة أعوام، ولا بد من إيجاد حلول بديلة، ونأخذ العبرة والنموذج من أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والطيران المسير، كيف أنهم تجاوزوا المستحيل وأوجدوا البدائل وانتصروا؟!
من وقت تسربت إشاعات أزمة الوقود. لم تُكذب مؤسسة الكهرباء الخبر فباشرت بإحلال الظلام الدامس لساعات طويلة على معظم الأحياء السكنية. طيب، اتقوا الله في أنفسكم! معقول لا يوجد في مخازن مؤسسة الكهرباء وقود احتياطي يغطي حتى لعشرة أيام؟! وهذا قليل جداً، ويعد فشلاً ذريعاً، والمفروض أن هُناك ما يُغطي الاحتياج من مخزون أكثر من ذلك بكثير! أين تذهب الإيرادات (السبعة مليارات) وسعر الكيلو الكهرباء 225 ريالاً، غير الاشتراك ورسوم النظافة والخدمات...؟! لا أدري! لصالح من يعمل المعنيون؟! ولصالح من يضيقون على الناس؟!
أنا على يقين أن الرئيس المجاهد مهدي المشاط (حفظه الله) غائب عن هكذا تفاصيل، بسبب الظروف الأمنية، وإلا لما قبِل بهكذا تَسيُّب في العاصمة صنعاء.
في ميدان السبعين: ضربة طيران العدو الخبيث استهدفت سقف نفق المصباحي. كان هناك تحرك مسؤول من قبل الوحدة التنفيذية للترميمات، وبدأت العمل في الإصلاحات، وقلنا: ما شاء الله، هذه دولة، وفجأة توقف العمل!! ألا يعلم من أوقف العمل أن إيقاف الترميمات سيُكلف المليارات مستقبلاً بدلاً من عشرات الملايين الآن؟! لأن التأخر سيُسبب تكسرات وتشققات تتوسع في الخرسانة والأعمدة، وقد تحدث كارثة مستقبلية ويحصل انهيار كبير في سطح النفق قد لا تُحمدُ عُقباه. نحن ندري ما سببهُ العدوان، يصور ويوثق ويتم عمل تقرير وتستأنف الترميمات إذا كان هناك مسؤولية وعقل.
اليوم بصنعاء ترتفع عمارات تضم عشرات الشقق، ولا وجود لمساحة تستوعب سيارات القاطنين في هذه المباني، كيف يتم الترخيص لهذه العمارات؟! عشر شقق فما فوق، ولا يوجد في المخطط ولا البناء حتى خزان أرضي للمياه! ونُشاهد الخزانات على الأرصفة والطريق، لأن أصحاب العمارات لم يتركوا مساحة حتى لرصيف المشاة! كيف يتم الترخيص؟! ما الذي يعملهُ الجُباة العُصاة في مكاتب الأشغال والمديريات؟!
أكوام القمامة، تمر شاحنات جمع المخلفات ولا تتوقف للأهالي داخل أحياء العاصمة لإخراج القمامة، بينما تتوقف بصبر وانتظار مدفوع الأجر أمام المولات والمطاعم الكبيرة لرفع الأكوام الضخمة من المخلفات، فهل هي خدمات خاصة يا قطاع النظافة؟!
كثر الله خيركم! سهل عند الله ما نفعل، أقل شي، ولن أقول أكثر من ذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات