أحفاد الجزار باشا الذين يديرون سورية اليوم
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
بعيداً عن بروباجندا الخونج ودعاية البترودولار، إليكم (سي في) بعض الشخصيات التي تدير المشهد السوري اليوم نيابةً عن التحالف الصهيو عبراني بعراني إخواني...
أحمد الشرع (الجولاني)
الرئيس المعيّن حديثاً:
سابقاً، شغل زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، منصب نائب زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، عندما كان التنظيم يُعرف باسم «دولة العراق الإسلامية». عام 2011، أوفده البغدادي إلى سورية للانخراط في الحرب ضد حكومة الأسد، حيث شارك في تنفيذ هجمات انتحارية دامية استهدفت قوات الأمن والمدنيين، قبل أن يؤسس «جبهة النصرة» عام 2012.
كانت «جبهة النصرة»، الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة في بلاد الشام»، مسؤولة عن نشر الإرهاب في سورية ولبنان لسنوات تحت قيادته. خلال وجوده في العراق، بدأ مسيرته عضواً في تنظيم «القاعدة في العراق»، السلف المباشر لـ»دولة العراق الإسلامية»، والذي نفذ عدداً من الهجمات العشوائية، بما فيها تفجيرات استهدفت مواقع دينية وعمليات قتل ضد مدنيين ومصلّين، بهدف إشعال حرب طائفية.
بعد إطلاق سراحه من سجن بوكا عام 2008، تولى منصب أمير تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في الموصل، وهي فترة شهدت عمليات قتل وخطف استهدفت المسيحيين والإيزيديين. كان قد درس الإعلام لفترة وجيزة، ثم التحق بكلية الطب في جامعة دمشق؛ لكنه ترك دراسته وسافر إلى العراق للانضمام إلى «القاعدة» عقب الغزو الأمريكي عام 2003.
بعد توليه قيادة التنظيم في سورية في كانون الأول/ ديسمبر 2024، أصدر القضاء العراقي مذكرة توقيف بحقه، وفق ما نقلت وكالة «شفق» الإخبارية عن مصادر. ولفتت «شفق» إلى أن معتقلين في العراق أدلوا باعترافات تكشف عن تورطه شخصياً في ارتكاب جرائم.
رغم ذلك، يلتقي هذا الرجل اليوم قادة دوليين، بمن فيهم مسؤولون أمريكيون وأوروبيون. ومن بين من التقاهم مؤخراً رئيس المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي. وقد شكّل لقاؤه بميقاتي صدمة وخيبة أمل لكثير من اللبنانيين ممن لا يزالون يتذكرون جرائم «جبهة النصرة» ضد لبنان، والتي شملت هجمات انتحارية دامية، وعمليات خطف وإعدام لجنود لبنانيين، إضافة إلى التسلل واحتلال مناطق لبنانية قرب الحدود السورية.
وماذا عن بعض الشخصيات العسكرية التي عُينت في الجيش السوري الجديد؟
في الواقع، بعض هؤلاء ليسوا حتى سوريين. فقد عُيّن القائد الصيني من الأويغور عبد العزيز داوود خدابردي، وهو من الحزب التركستاني الإسلامي، برتبة عميد في الجيش السوري. وهذا الحزب هو جماعة مسلحة من الأويغور قاتلت لسنوات تحت قيادة «هيئة تحرير الشام»، ودخل مقاتلوه الأراضي السورية بشكل غير قانوني بعد عام 2011، شأنهم شأن آلاف المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا من دول مختلفة للقتال ضد حكومة الأسد.
ويدعو الحزب التركستاني الإسلامي إلى إقامة دولة إسلامية في مناطق من الصين وآسيا الوسطى، وتعتبره بكين تهديداً كبيراً لمصالحها وأمنها.
كذلك، عُين اثنان آخران من الأويغور، هما مولان تارصون عبد الصمد وعبد السلام ياسين أحمد، برتبة عقيد.
أما العقيد الألباني في الجيش السوري عبد الجشاري فقد كان قائداً لجماعة متطرفة ألبانية في سورية، وصنّفته وزارة الخزانة الأمريكية إرهابياً عام 2016. فيما نال كل من التركي عمر محمد جفتاشي والأردني عبد الرحمن حسين الخطيب رتبة عميد، والطاجيكي سيف الدين توجيبوييف رتبة عقيد. والأخير مطلوب في طاجيكستان بتهم تتعلق بالمشاركة في صراعات خارجية وعضويته في منظمات إرهابية وتجنيد مقاتلين متطرفين، وفقاً لما نقله موقع «راديو أوروبا الحرة» عن مصدر من قوات إنفاذ القانون الطاجيكية.
وقد أعلن الشرع أن المقاتلين الأجانب الذين لا يزالون في سورية –والذين شارك العديد منهم في جرائم «القاعدة» و«داعش» ضد الشعب السوري– قد يُمنحون الجنسية السورية. وقال القائد السابق في «القاعدة» إن هؤلاء المقاتلين «يجب أن يُكرّموا» لأنهم كانوا «جزءاً من الحركة التي ساهمت في سقوط الأسد».
شادي محمد الويسي وزير العدل الجديد
شادي محمد الويسي، الذي عُين في كانون الأول/ ديسمبر وزيراً للعدل، عمل سابقاً قاضياً في «جبهة النصرة»، وهو يحمل شهادة في الشريعة الإسلامية، ويواصل دراسته للحصول على الماجستير في الدراسات الإسلامية. عام 2011، ساعد في تأسيس «هيئة الشريعة» في منطقة دحارات عوض في حلب، وشغل منصب قاضٍ، كما شارك في تأسيس «هيئة الشريعة الرباعية» في حلب عام 2012.
واصل ترقيه في المناصب، فشغل منصب قاضٍ عسكري، وقاضي استئناف، ومدعٍ عام، وترأس العديد من المحاكم في حلب في فترة خضوع المدينة لحكم «جبهة النصرة».
مؤخراً، ظهرت مقاطع فيديو موثقة تُظهره يشرف على تنفيذ إعدام علني لنساء اتُّهمن بالدعارة والزنا عام 2015، وهو ما لم يلقَ إدانة كافية وبقي غير ملحوظ في وسائل الإعلام الرئيسية.
وقال مسؤول في الحكومة الجديدة لموقع التحقق من الأخبار (Verify-Sy) إن هذه الفيديوهات «توثّق تطبيق القانون في وقت ومكان معينين، حيث تم تنفيذ الإجراءات وفقاً للقوانين المعمول بها في تلك الفترة». وأوضح أنها «تعكس مرحلة تم تجاوزها في ضوء التحولات القانونية والإجرائية الحالية، مما يجعل من غير الملائم تعميمها أو استخدامها لتوصيف المرحلة الحالية، نظراً لاختلاف الظروف والمعايير». وبالطبع، لن يُحاسب وزير العدل على جرائمه.
مرهف أبو قصرة وزير الدفاع الجديد
كذلك عُين مرهف أبو قصرة، المعروف بلقب «أبو حسن 600»، وزيراً للدفاع، بعد سقوط حكومة الأسد. وهو حاصل على البكالوريوس في الهندسة الزراعية، وكان لسنوات أحد القادة البارزين في الجناح العسكري لـ»هيئة تحرير الشام»، وتولى مسؤولية وحدة الطائرات المسيّرة المعروفة باسم «لواء الشاهين».
لدى توليه منصب وزير الدفاع، ظهرت تقارير حول تورطه في عدد من الجرائم والانتهاكات، بما في ذلك: 20 جريمة قتل متعمد، 15 عملية سطو مسلح، 12 حالة بتر أعضاء، 150 إعداماً لأشخاص شيعة ومسيحيين و»ملحدين»، 15 حالة رجم حتى الموت، وعشر حالات اغتصاب لأسيرات (كانت «هيئة تحرير الشام»، بأسمائها المختلفة على مدى سنوات، قد أسرت العديد من الأشخاص، بينهم راهبات). في مقطع فيديو غريب، يظهر «السيد 600» مبتسماً ويقف بجانب شخصية تبدو من العصور الوسطى تحمل سيفاً وتهدد «النصيرية»، وهو مصطلح تحقيري وطائفي يُستخدم ضد العلويين.
مرة أخرى، هؤلاء هم الأشخاص الذين يحكمون سورية اليوم.
أنس حسن خطاب رئيس جهاز الاستخبارات
عُيّن أنس حسن خطاب، أحد مؤسسي «جبهة النصرة» إلى جانب الشرع ووزير الخارجية السوري، رئيساً لجهاز الاستخبارات السوري. درس الهندسة المعمارية في جامعة دمشق قبل أن يغادر إلى العراق عام 2008، لـ»القتال ضد الاحتلال الأمريكي»، وفقاً لما ذكرته القناة السورية. يُعرف خطاب أيضاً بلقب «أبو أحمد حدود»، وقد أدرجه مجلس الأمن الدولي على قائمة الإرهاب في أيلول/ سبتمبر 2014 بسبب علاقاته الوثيقة بـ»القاعدة»، وخصوصاً تنظيم «القاعدة في العراق».
وفقاً للقائمة، كان أنس حسن خطاب لعدة سنوات مشاركاً في «تمويل، تخطيط، تسهيل، تحضير، أو تنفيذ أعمال أو أنشطة من خلال، أو بالتعاون مع، أو باسم، أو نيابة عن، أو دعماً لجبهة النصرة». كما فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عام 2012 بسبب ارتباطاته بـ«القاعدة». شغل منصب أمير إداري لـ«جبهة النصرة» منذ أوائل العام 2014، وكان عضواً في مجلس الشورى التابع لها بحلول منتصف العام 2013، كما كان مكلفاً باختيار حراس شخصيين للشرع.
في السنوات الأخيرة، أشرف على عمليات الأمن العام في إدلب. ويعود عمله في جمع المعلومات الاستخبارية إلى الفترة التي عززت فيها «هيئة تحرير الشام» سيطرتها على شمال سورية بدعم من تركيا. خلال هذه الفترة، تولى خطاب مراقبة الشبكات السرية على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة الهيئة. ووفقاً لتقرير استقصائي نشرته صحيفة «عنب بلدي» العام الماضي، كان الشرع يعتمد عليه في «ملفات الأمن الداخلي والقضاء على المعارضين».
المصدر «لا» 21 السياسي