لماذا لجأ المرتزقة لـ«الجولاني»؟!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
من يتابع الإعلام العربي المتأمرك المتصهين، مهما تباينت دوافعه، وهو بمثابة مشاركة مباشرة في الإجرام والإبادة الجماعية في غزة، مع وإلى جانب الكيان الصهيوني؛ من يتابع سيلمس بسهولة أن فضيحة وانفضاح هذا الإعلام باتت فوق كل قدرات هذا الإعلام على التخفي والإخفاء.
ولعل أكبر جهد في هذا المسار النفاقي هو ما عُرف بمؤتمر الأمم المتحدة، ودور التلميع المكشوف والفاشل للنظام السعودي.
وعلى ذلك يقاس الإعلام المتصهين لأنظمة عربية. ولأن شر البلية ما يضحك، فإعلام مرتزقة اليمن كخونة وعملاء هو أكثر ما يضحك في شعابه وتشعباته.
تأملوا في هذا الإعلام المتصهين المتأمرك كيف احتفى واحتفل بوصول المتطرفين للسيطرة على نظام الحكم في سورية.
فقضيتنا هذه ليست سقوط ولا رحيل نظام، ونحن لم ولن ندافع عن نظام سقط أو رحل، أياً كانت إيجابياته وسلبياته. القضية هي فيما حصل والنظام الذي وصل.
فالحملة ضد النظام الذي أُسقط أو رحل حوّلها إعلام مرتزقة اليمن إلى حملة على صنعاء، من خلال التشبيه مع نظام الأسد، للاستفادة من حملة الإعلام الأمريكي الصهيوني الغربي.
حين أثبتت الوقائع والأحداث أن هذه الزوبعة و«الزقرعة» فاقدة القيمة والأهمية والجدوى، توقفوا وخرسوا فجأة؛ لأن القضية الحقيقية لم تكن النظام الذي رحل، بل النظام الذي وصل. وما دام هذا الإعلام تبنى الوصول، فلماذا يخرس ولم يعد يدافع عن النظام الذي وصل كما موقفه عند الوصول؟!
إذن مشكلة هؤلاء هي صنعاء أو مع صنعاء، فاقتحام صنعاء ليس بالفكر ولا بالطريقة الجولانية. وإذا صنعاء واجهت أمريكا وبريطانيا والغرب والكيان الصهيوني بحراً وجواً وبراً، فالمفترض من هؤلاء المرتزقة بكل صهينتهم وأمركتهم وارتزاقهم وعمالتهم الحد الأدنى من الفهم والتفكير، حتى في وضعهم وتموضعهم الخياني الارتزاقي، لأنهم بدوا في تعلق بمنقذ يدعى «الجولاني» وهو من سيتولى تسليمهم صنعاء من خلاله روابطه بأمريكا و«إسرائيل».
فإذا أمريكا انهزمت أو هربت من معركة البحر، وإذا ما تسمى «إسرائيل» -بإقرار العالم- فاشلة في الدفاع عن نفسها، فكيف يفكر مرتزقة اليمن أن الجولاني هو المنقذ وهو من سيعيدهم إلى صنعاء؟!
ورغم أن المرتزقة لا يستحقون أي شفقة أو رحمة؛ فإنني في مسألة «المُنقذ الجولاني» أجد نفسي أشفق عليهم؛ على الأقل كونهم من أبناء جلدتنا، وذلك لا ينكر. وهكذا فإن ما سمي «مؤتمر نيويورك» عولج بالخطابة والإبهار، وهم لا يختلفون عن مرتزقة اليمن إلا في مراتب ورتب العمالة والخيانة والانبطاح، مع فارق أن هؤلاء هم حراس ثروة يمولون بها الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني، فيما مرتزقتنا يريدون رفع ثرائهم، وكله يمثل فتات الفتات، وبما لا يقارن بأمريكا و«إسرائيل».
ومع ذلك فانبطاح وعمالة مرتزقتنا ما كان يفترض أن تتحول إلى خطاب «الجولنة» التكفيري، ولا الشرع الموازي لما تسمى «شرعية». وقد يكون حديث المرتزقة السابق عن اقتحام صنعاء بأمريكا أو حتى بالكيان الصهيوني يقبل كحديث ولیس كحدث؛ ولكن أن ترشحوا «الجولاني» لاقتحام صنعاء فذلك سقوط هو أسوأ من عمالتكم وخيانتكم وارتزاقكم، ولا أحد في هذا العالم يتوقع مثل هذا التفكير والتفعيل إلا إذا الخونة من اليمن أرادوا إثبات أنهم أرذل المرتزقة وأنذل الخونة في العالم.
ولهذا مطلوب من العملاء والخونة والمرتزقة من اليمن أن يتعاملوا بالمعيارية المتبعة في الخيانة والعمالة والارتزاق؛ لأن ربط صنعاء بمثل هذا «الجولاني» يستفزنا حتى وهو حديث خونة وعملاء ومرتزقة لا يختلفون عن هذا الجولاني في المحتوى والمضمون.
أليس من حقي، وفق هذا المعيار وتحت هذا السقف، أن أشفق على يمنيين حتى وهم بالفعل خونة ومرتزقة وعملاء؟!
لعلي بذلك أظهر حرصاً عليهم أكثر من حرصهم على أنفسهم، ويشفع لي أنهم من أبناء جلدتنا، وبما لا ينكر، ولهم أن يتعظوا أو يمتعضوا!

أترك تعليقاً

التعليقات