ترامب يفضح انكسار هيبة أمريكا
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
رغم أن حاملات الطائرات الأمريكية وما يرافقها من فرقاطات وبوارج عسكرية هي الأحدث عالمياً ويشار إليها بفخر الصناعة الأمريكية، ورغم أن تحديثها وتطويرها تم مؤخراً بعد دراسات مستفيضة للضربات اليمنية التي تعرضت لها خلال معركة «الجهاد المقدس والفتح الموعود» بما يكفل حمايتها ويعزز تصديها للعمليات الهجومية اليمنية؛ إلا أنها لم تقترب من السواحل اليمنية أثناء تنفيذ الغارات، واستمرت في موقعها السابق والحالي في أقصى شمال البحر الأحمر.
مع أن اقترابها كان سيجعل تكاليف الغارات أقل، حيث تحتاج طائراتها الحربية للتزود بالوقود مرتين أثناء تنفيذ المهمة في حال أقلعت من على متن الحاملات في أقصى شمال البحر الأحمر، وهذا يتطلب طائرات مخصصة وتكاليف إضافية؛ لكنها لم تجازف بالاقتراب كما كانت تفعل، فالتجارب السابقة جعلتهم يعيدون حساباتهم. كما أن بعض البيانات المعلوماتية تشير إلى أنها أقلعت من القواعد الأمريكية في الإمارات وقطر والبحرين، وتزودت بالوقود في الأجواء السعودية؛ إلا أن الأمريكي سارع بإعلان أن طائراته أقلعت من على متن الحاملة، وذلك لمعرفته بأن الصواريخ والطيران المسيّر اليمني الذي تمكن من الوصول إلى أهدافه في عمق الأراضي المحتلة بدقة متجاوزاً أحدث ما أنتجته التكنولوجيا من تقنيات منظومات الدفاعات الجوية المتنوعة والمتعددة، لن يتهاون ولن يتوانى في ضرب القواعد التي انطلقت منها.
وللسبب نفسه أعلنت السعودية أنها لم تساند لوجستياً، ولم تتم عملية التزود بالوقود في أجوائها. إضافة إلى كل ذلك استخدموا عمليات التخفي والتمويه وإطفاء أجهزة التتبع (كما ورد)، وكل هذا تخوفاً من الرد اليمني، وهذا شيء لم يسبق أن حدث من قبل.
وخلال وبعد الضربة أعلنت أمريكا عبر إعلامها وإعلام صهاينة العرب أنها استهدفت قيادات من الأنصار، بينما لم يعلنوا رسمياً عن أي اسم لأي قيادي. وعدم إعلان أسماء القيادات المستهدفة يشير بوضوح إلى أن الأهداف توزعت بين أماكن مقصوفة سابقاً وأهداف مدنية، وهو ما أكدته وسائل الإعلام وتصريحات وزارة الصحة في إحصائية أولية عن عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، وجميعهم من المدنيين.
وما هي إلا ساعات حتى جاء الرد اليماني على فخر الصناعة الأمريكية في أقصى شمال البحر الأحمر. أما عن الرد العاجل والفوري واللحظي فقد رصدته أمريكا في تحليل ما تناوله اليمنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول عمليات الترهيب والترعيب إلى زيادة في ثبات وصلابة الشعب اليمني، عكس ما توقعته وهدفت إليه أمريكا باستخدام أسلحة شديدة الانفجار، مصاحبة لهالة إعلامية واستخدام صورة ترامب وهو يطّلع ويشرف على سير الغارات وكأنه يهاجم دولة عظمى؛ وهي فعلاً عظمى بقائدها الرباني وشعبها وجيشها ذي البأس الشديد. وتكراراً للعجز والفشل الأمريكي وتأكيداً منهم لإفلاسهم بالحصول على بنك أهداف، رغم الجوائز المعلنة والإجراءات الاستخباراتية المكثفة سعياً للحصول على معلومات، تمخضت القوات الأمريكية وقصفت السفينة «غالاكسي ليدر»، بعد أن عجزت عن تحريرها واستعادتها، الأسلوب الصهيوني نفسه للكيان المؤقت عندما كان يقصف أماكن ومواقع يتوقع وجود أسرى صهاينة فيه بعد أن يعجز عن تحريرهم.
أما عن الحل فهو بكل بساطة إدخال المساعدات إلى غزة، واستئناف المرحلة الثانية من الاتفاق. وسبق أن اتضح للعالم أن دخول قرار وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ كان هو السبب الوحيد لإيقاف العمليات اليمنية. فلماذا يتعمد الأمريكي تكرار التجربة التي لم تجلب له إلا الفشل؟! مع أن الغارات الأمريكية لن تحسن صورة أمريكا، ولن تعيد سمعتها المبعثرة إبان حقبة بايدن كما يظن ترامب، وستؤدي إلى رفع سقف المطالب اليمنية.
وإذا كان ترامب قد أعلن أن السفن الأمريكية المتوجهة إلى الكيان الصهيوني لم تعبر البحر الأحمر منذ شهور، فمياهنا ستكون محرمة على كافة السفن التجارية الأمريكية، بغض النظر عن وجهتها، في حال استمر الصلف الأمريكي.

أترك تعليقاً

التعليقات