خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا - 

في البداية، ما أريد أن يدركه ويعلمه الجميع هو أن تسليط الضوء على أي تجاوزات وإخفاقات أو فساد وفشل لحكومة الإنقاذ يساهم في التصحيح، وهذا ما نأمله ونرجوه ما دام نقداً بنّاء بهدف المعالجة، فمن يلفت نظركم إلى بعض العيوب فهو في حقيقة الأمر يرجو تلافيها وتداركها وتصويب المسار وتصحيح الخطأ حتى لا تفشلوا، ولا يفعل ذلك إلَّا محب. أما من يبغضكم ويتمنى زوالكم فسيوهمكم بأن كل شيء يسير على ما يرام، وأن حكومتنا من أنجح حكومات العالم، لتستمر الأخطاء وتتفاقم، وهذا يقود إلى الفشل لا قدر الله.
ومن الملاحظات في هذا الإطار:
1 - تهميش السواد الأعظم من الكفاءات الوطنية، على الرغم من خبرتهم ونزاهتهم وقدرتهم الفكرية والعملية على التميز والإبداع، وفي المقابل انحصار التعيينات في القرارات السيادية على مجموعة معينة، وكأن اليمن لم تنجب غيرهم. وهذا مؤشر واضح إلى أن هذه القرارات تصدر بموجب تدخل وسيط أو وسيطين. وهذا معناه أيضاً أن التعيينات من نصيب من سعى وركض وراء المناصب بينما يجب أن تكون من نصيب من تسعى القيادة لتمكينه بناء على معايير الإدارة الناجحة، والغريب في الموضوع أن من ثبت فشله أو فساده يتم تعيينه في منصب آخر قد يكون أكبر أو أهم من المنصب السابق!!
2 - كثير ممن عملوا بجد واجتهاد وإخلاص وأمانة وتميزوا في أدائهم الوظيفي وأنجزوا فعليا ما لم ينجزه سابقوهم في المناصب التي يشغلونها نتفاجأ باستبعادهم وتعيين بدلا عنهم، وغالبا ما يكون البديل سلبي الأداء وقليل الفهم ومشكوكاً في وطنيته، وموقفه من العدوان غامض أو ما يسمى "محايد"؟!
وكأنكم تعملون على إحباط كل مناضل وشريف وتحويله إلى شخص سلبي يكره ويمقت المجتمع ويتخلى عن كل ما كان يتمتع به من إيجابيات. وقليلون فقط من يصمدون أمام هذا التآمر والاستهداف والإجرام بحق أنقى فئات المجتمع، في الوقت الذي كان يتوجب فيه تكريمهم وترقيتهم والاستفادة منهم.
3 - كثير من المسؤولين يتعاملون بعنجهية مفرطة وغرور وتكبر وغطرسة مع موظفيهم ومع من يضطر للجوء إليهم من البسطاء والعامة، وعندما تصل هذه المعلومة إلى صاحب القرار أو أحد الأشخاص الأعلى منصباً أو جاهاً ونفوذاً لا يصدقها، لأن هذا المتغطرس يقفً ذليلا مكسوراً بين يديه، وبالتالي يعتقد أن هذا هو سلوكه مع الجميع، ولا يعرف أنه سلوك تملقي مبتذل، ولحظي مصطنع، يتغير بحسب مكانة الشخص الذي يتعامل معه هذا المغرور المتكبر، لأنه في حقيقة الأمر شخصية منفرة وممقوتة ضرها أكبر من نفعها، حتى لو كان أداؤه الوظيفي على المستوى الشخصي جيداً، فالنجاح هو منظومة متكاملة يديرها جميع العاملين في المؤسسة والمرفق، وهذا النوع من المسؤولين يكره موظفوه التعاون معه، فما بالكم بمن جمع بين الكبر والفساد (سارق مبهرر)؟!
4 - هواتف مغلقة باستمرار مع تخصيص أرقام خاصة لا يعرفها إلا قلة، وعدم الالتزام بالدوام، والمعاملات معرقلة ومتأخرة... هذا ما نلاحظه على كثير من المسؤولين.
ما ذكرته هنا لم أتناوله من وحي الخيال، كما لم أتسرع في سرده ونشره، فهو واقع مؤلم نعيشه منذ تم تشكيل حكومة الإنقاذ، ولدينا أمثلة حية له، وهي حقائق بات الجميع يعرفها. وإزاء ذلك، على صاحب القرار التفاعل والتعامل بجدية، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب والرقابة، لاسيما في ظل العدوان الكوني، الذي يتطلب دقة الاختيار ومتابعة وتقييم الأداء بشكل مستمر.
ومن المعيب والمخجل ألا تلقى محاضرات سيد الثورة (سلام الله عليه) استجابة، ولا يتم التفاعل مع تحذيراته التي بات العالم كله يتفاعل معها والقوى العظمى تحسب لها ألف حساب، وأنتم في الداخل تدخلونها من أذن وتخرجونها من الأخرى، وكأنكم لم تسمعون شيئاً!
أكتفي بهذا القدر وللحديث بقية.

أترك تعليقاً

التعليقات