جنون «ترامب» في الألعاب الأمريكية!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
حتى لو كانت أمريكا ورئيسها العائد للبيت البيضاوي «ترامب» تتحرك لإمكانية تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن فالمفترض أن يكون هذا التحرك سياساً أو حتى استخباراتياً غير معلن، وبالتالي فإني شخصياً لا أعرف لماذا سار «ترامب» في هذه العلنية وبعبارة ينبغي أن تقبل مصر والأردن تهجير الفلسطينيين إليهما.. مصر والأردن قالا لأمريكا وترامب بأخف عباره نحن لا نقبل وهذا غير مقبول.
الموضوع حوّله ترامب من سياسة إلى ملاسنة حين قوله مادام النظامان لا يقبلان التهجير فعليهما اقتراح بديل لتهجير الفلسطينيين إليه.
البديل الذي يريده ترامب للتهجير هو بديل عربي، وحيث فرض هذا المعتوه علنيتها ويواصل فهل يتوقع من مصر والأردن وعلينا أن نرشح له دولة عربية أو أكثر لتهجير الفلسطينيين إليها؟
إذا لم يكن هذا جنونا فما هو الجنون إذن؟
إذا كان الجنون فنونا فهذا الفن من الجنون هو أمريكي ثم ترامبي.
من المنظور والأهداف الأمريكية فالمعتاد والمتبع في حالة كهذه ألا تكون علنية وبعيدة عن الإعلام لإمكانية الوصول إلى حد أدنى من النجاح، والجهات الأمريكيّة السياسية الاستخباراتية أكثر من يعرف ذلك وأكثر من يطبقه ويتبعه، وبالتالي فالتعاطي بهذا الأسلوب له أهداف أو أسباب سياسية لا يلم بها على الأقل.
حتى الجنون الافتراضي لـ«ترامب» كان يمكن فرملته أو حتى منع هذا التعاطي مع موضوع شديد الحساسية وقد يكون الجنون الترامبي في مواضيع كما بنما والمكسيك يمرر حتى لو لم يكن المراد من الخارجية والاستخبارات، لكنه لا يقبل في وضع وأحداث منطقتنا إلا برضا هذه التي ربما أرادت استعمال جنون ترامب للسماح له وتمريره.
الغريب أن رئيس مصر «السيسي» قدم اقتراحاً وقبل هذا الطلب ورشح النقب لتهجير أسماه بالمؤقت، فماذا يعني أن يطلب ترامب اقتراحاً مصرياً جديدا أو مجدداً؟
موقفي من التهجير هو موقف المقاومة ومحور المقاومة، ولكننا بحاجة دائماً بكل ممكن إلى متابعة التفكير والعقلية الأمريكية وفي كل ما يتصل بمنطقتنا وقضايانا.
ذلك دفعني ولازال تحت إلحاح تساؤل تتوالد منه علامات استفهام وهو لماذا اتبعت أمريكا هذه العلنية والإعلامية غير المتبعة في ظل قناعتي أن استعمال جنون «ترامب» هو مجرد غطاء أو خط رجعة أو أي شيء من ذلك.
من طرفنا ليس بالضرورة الإجابة على هذا التساؤل وعلامات الاستفهام بهذه الطريقة الأمريكية الترامبية، لكننا نحتاج لأدق إجابه أو إجابات لعلها تمكننا من فهم الألعاب والتكتيكات والسيناريوهات الأمريكية ليستفاد منها في خياراتنا وقراراتنا وأدائنا السياسي في ظل ومشهد الصراع العالمي ربطاً بمنطقتنا وغيرها من المناطق الملتهبة والمتوترة.
إيران نقلت لوسطاء بأن عدم تعجيل الرد على اغتيال «هنية» في طهران سيوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وكانت النتيجة ما جرى لحزب الله وقياداته وعلى رأسها أعظم وأكبر الشهداء وهو السيد حسن نصر الله.
يمثل هذا المثال وأخرى تقاس أخطاء أو حتى خطايا اللاعمد، وبالتالي فالمقاومة ومحور المقاومة معنية بأن تعتبر هذه العلنية والإعلامية التي مورست مع مصر والأردن وبالوصول إلى أدق إجابة لما لها من علاقة عضوية ومباشرة بالمقاومة ومحور المقاومة وبقضية كل قضايانا وهي القضية الفلسطينية.
إذا كانت الأمم المتحدة بأغلبية مطلقة في الجمعية العامة وبأغلبية حتى في مجلس الأمن بحيث لم يعد مع «أمريكا» غير استعمال «الفيتو».. إذا كانت هذه الأغلبية الكاسحة هي مع ما يعرف بحل الدولتين فماذا تعني أطروحات ترامب ومطالبته لمصر والأردن باقتراح بديل للتهجير؟
ها هي حتى «حماس» أشادت برفض مصر والأردن للتهجير إليهما فهذا يعني أن هذا الرفض يحمل ضمناً حل الدولتين وعدم ذكر ذلك لا يعني بالضرورة الخوف من أمريكا أو ترامب كنمطية متبعة أو من متراكم الواقع، ولكن هذا هو قرار فلسطيني والأفضل تركه للتطورات وما يتعامل به ومعه المجتمع الدولي كما يسمى والشعوب العالمية.
ولهذا فقضيتنا كمقاومة ومحور مقاومة وربطاً بها الشعوب عربياً وعالمياً هو البحث عن أدق إجابة للسؤال الذي «محورته» وكل ما ينبثق أو يتفرع منه من علامات استفهام ونكتفي في البنيات بما طرحته «حماس».
أتمنى من كل الجهات المعنية السياسية والبحثية والاستخباراتية والأمنية أن تنشغل وتعنى بمثل هكذا مواضيع، وقد يكون لمثل هذا الجهد والاجتهاد نتائج مفيدة وإيجابية فوق ما نتوقع أو نتصور ويكفيني في هذا أنني اجتهدت فحسب!

أترك تعليقاً

التعليقات