صاروخ توشكا فارغ
- وميض شاكر السبت , 26 نـوفـمـبـر , 2016 الساعة 6:20:31 AM
- 0 تعليقات
أستغرب من المبالغة في الفرحة التي استقبل بها الكثيرون خبر إسقاط صاروخ توشكا على 152 جندياً (ثلثهم من اليمنيين والبقية من الخليج والسودان) في باب المندب، وأودى بحياتهم جميعاً فجر اليوم. الأغرب أن البعض يصف هذه الحادثة بالانتصار، آخرون يحللونها كأنها عملية وطنية بل أكثر من ذلك، يصفونها بكلمات تشبه عملية عبور الجيش المصري خط بارليف الإسرائيلي سنة 1973!
لهؤلاء، إن حادثة إطلاق توشكا على مجموعة من الناس لا تختلف كثيراً عن حادثة تفجير إرهابي نفسه أو تفجير سيارة مفخخة وسط مجموعة من الناس أو الجنود. كلا التوشكا والانتحاريين غرضهم الرئيسي هو قتل الناس لا استهداف المواقع أو الأهداف العسكرية. ليس في الحادثة أي نصر يسوي أرض المعركة ويعلن وقف الحرب لصالح المنتصر. ليس فيه حتى قتل للجنود يليه إنزال بري أو جوي أو بحري يتمم هدف القتل. ليس هناك سوى قتل الناس اليوم وقتلهم بنفس الطريقة غداً وهكذا.
لكن لماذا يستهدفون الناس وإن كانوا جنوداً؟ لأن في ذلك سهولة يستطيعون من خلالها صنع حملاتهم الإعلامية، لذلك قلت عن خبر التوشكا بأنه حادث وليس عملية، فالعمليات أثقل من أن تحملها خفة الإعلام الحربي. حملات إعلامية من قبيل إرسال سفينة صغيرة تحمل الماء من إيران إلى اليمن، ما لبثت أن أصبحت أشهر من سفينة نوح (على رأي نبيل سبيع)، لكن (الضمار مابش).
ما الذي يجعل من سفينة خالية الوفاض أن تحتل مواقع مهمة في الأخبار دون غيرها؟ أعتقد أن الجواب في هذه الحالة هو خلو السفينة من هدفها: المواد الإغاثية، كما خلا التوشكا من هدف الحرب: تدمير الموقع أو الآليات العسكرية.
على ماذا تصفقون يا سادة إذن؟! أنتم حتى الحرب لم تدخلوها إلى الآن. أنتم ما تزالون في مرحلة الإرهاب. فالحرب شريفة لأنها تبني بعدها، لكن الإرهاب دنيء لأنه يحرص على أن تكون النهاية مدمرة.
المصدر وميض شاكر
زيارة جميع مقالات: وميض شاكر