21 أيلول.. ثورة إنقاذ وطنية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
إن ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014 هي ثورة وطنية سلمية شعبية خالصة نابعة من روح الشعب اليمني العظيم وبإرادته الواعية المدركة لذلك الوضع الارتهاني الذي وصلت إليه القيادة والجيش لحكم السفارات الأجنبية، وعلى رأسها سفارتا أمريكا والسعودية في العاصمة صنعاء، اللتان كانتا تهيمنان وتتحكمان بل تمتلكان قرار وسيادة الجمهورية اليمنية وتحكمان القبضة على كل شيء في البلاد، والسفيران هما من يعينان رئيس الحكومة والوزراء وحتى مدراء العموم في الوزارات ومكاتب المحافظات، فكانت ثورة الشعب في 21 أيلول 2014 ثورة مستحقة لاستعادة الحرية والاستقلال لهذا الشعب.
لذلك فهي ثورة وطنية فكراً وتوجهاً ومشروعاً وقيادة، لم ترتهن للخارج، ولم تستعن بجيوش خارجية، ولم تأتِ على ظهر دبابة صهيوأمريكية أصيلة أو دبابة وكلاء وأدوات تنفيذية، بل كانت ولا تزال ثورة نابعة من الحاجة الوطنية الماسة، وبقيادة يمنية وطنية مؤمنة مجاهدة همها الشعب اليمني وحريته واستقلاله وعزته وكرامته والحفاظ على ثرواته المنهوبة وبناء قوته وتقدمه في كل المجالات واستعادة هويته. ولذلك فإن الشعب اليمني لم يأخذ إذناً في ثورته من أحد من الخارج، ولهذا بهت الخارج الاستعماري المتمثل في الصهيوأمريكي وأدواته التنفيذية بهذه الثورة فأعلنوا الحرب عليها منذ اليوم الأول.
ولهذا يمكننا أن نسمي هذه الثورة ثورة إنقاذية بامتياز، إذ أنقذت الشعب اليمني من الهيمنة الاستعمارية الصهيوأمريكية والتبعية لأسوأ الأنظمة التابعة له في المنطقة وأسوأ نظام وصاية تابع خانع لأدوات الصهيوأمريكي حكم اليمن، فلولا هذه الثورة المباركة المجيدة لكنا الآن مستعبدين للسعوصهيوأمريكي الإماراتي، ولكان موقفنا اليوم ومنذ السابع من أكتوبر 2023 المجيدة مساندين لأمريكا وكيان العدو "الإسرائيلي" وشركاء لهم في جرائم الإبادة الجماعية التي تجري للعام الثاني في غزة، ولكنا نمد كيان العدو بالنفط والغاز والغذاء مثلنا مثل من كانوا أوصياء وعلينا.
هذه الثورة المجيدة هي ثورة حق ضد الباطل، ولولاها لكنا اليوم واقفين مع الباطل وفي الباطل، ونؤيد جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وربما كنا ممن يبررها كغيرنا، ولكنا بقينا كما كان يقول نظام الوصاية حديقة خلفية لأسوأ أداة تنفيذية للصهيوأمريكي في المنطقة، ولبقي هذا الشعب العزيز الكريم المؤمن مرتهناً خاضعاً ذليلاً لنظام وصاية تابع للسفيرين الأمريكي والسعودي يأخذ توجيهاته والأوامر والقرارات منهما، ولكان بعد الهيكلة الصهيوأمريكية لجيشه ومصادرة ما بحوزته من أسلحة وتدمير صواريخ دفاعه الجوي بقي بدون قوة يحمي بها نفسه ويحرر بقية أراضيه المحتلة حتى اليوم.
وأخيراً، فإنه لولا هذه الثورة المباركة لما استطعنا مواجهة العدوان السعوصهيوأمريكي الإماراتي منذ 2015 حتى اليوم، ولما استطعنا نصرة ومساندة أهلنا وإخوتنا من أبناء قطاع غزة فلسطين وضرب كيان العدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولما حاصرناه بحراً، ولما هزمنا أمريكا في البحر...
فالتحية لهذا الشعب اليمني العظيم المؤمن الثائر، ولقيادته الثورية المؤمنة المجاهدة العظيمة الاستثنائية في الزمن الاستثنائي، وللقيادة السياسية والقوات المسلحة. والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والفرج للأسرى، والنصر لليمن وفلسطين وشعوب الأمة.

أترك تعليقاً

التعليقات