اختلال موازين القوى
 

روبير بشعلاني

روبير بشعلاني / لا ميديا -
منذ نشوء لبنان من قبل الأوروبيين وهو منقسم إلى مؤيد للاحتلال والتقسيم ورافض له.
المؤيدون يستندون إلى طوائفهم بالداخل وإلى النواطير الأخرى في المنطقة. ولم يتغير شيء من يومها، سوى تراجع المد الوطني في المنطقة، بما فيه لبنان.
لكن هذا التراجع مؤقت ولن يدوم؛ لأن غالبية العرب والمسلمين يتعرضون لضغوط نهب متزايدة من قبل رأس منظومة النهب العالمية وأطماع حلفائه الجوعى.
ما يجري اليوم يستند بالطبع إلى اختلال موازين القوى، التي لا تصل إلى هذا الحد الذي يتصوره البعض المتشائم.
فالناهب، الذي عجز عن مواصلة المعركة حتى النصر النهائي، راح يستعمل أدواته المحلية لحصار البقية، وهو يمارس الإيحاءات لكي يقنع الناس بأنه ربح، وأنهم قد انهزموا. لكن موازين القوى قد اهتزت نعم؛ لكنها لم تصل إلى حد السماح لـ»الشركاء» بمد اليد على «الخرج».
فيكفي أن تصاب تلك الأيادي بالشلل حتى يفهم «المعلم» عجزه وميزان القوى الحقيقي.
علينا بالطبع أن ندرك أن الكيان مصطنع وليس وطننا النهائي، وأن «الشركاء» عملاء للمحتل، وليسوا إخوة. إن من يستكمل ما بدأه الناهب الدولي ليس أخاً، بل علينا أن نُفهمه وزنه الحقيقي في هذه المعادلة، فيفهم الناهب حدود اللعبة.
إن رؤية اللوحة العامة للصراع تسمح بفهم المأزق الذي تجتازه منظومة النهب. كما تسمح بتوقع انهيار بعض النواطير التي لم تعد قادرة على إطعام قراباتها. عاش التحرك الجماهيري الذي أدرك الواقع ببصيرته.

أترك تعليقاً

التعليقات