حزب الإصلاح ومراكز الاختراق 2-2
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

جاءت فرص كثيرة للمصالحة بين حزب الإصلاح، وبين أحزاب وجماعات محلية، وكانت مراكز الاختراق الإصلاحية والأبواق الإعلامية التابعة لها تصيح وقتها لرفض أي تصالح وتقارب، والتذكير بأسباب الصراع، والتصريحات التي كانت تصدر هنا وهناك في فترات الصدام، والهدف من تلك التحركات المشبوهة إبقاء جذوة الصدام والصراع قائمة.
والعجيب أن هذه اللغة تختفي كثيراً في مواجهة السعودية والإمارات وتدخلهما في أحداث اليمن وأوضاع الحزب، وغيرها من الأمور المتعلقة بالداخل اليمني، وبمجرد حديث أحد السياسيين أو الإعلاميين الإصلاحيين ضد السعودية أو الإمارات، يخرج النفي المباشر والواضح والصريح من رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي أو غيره من المسؤولين.
وما زلنا نذكر تذمر عدد من إعلاميي الإصلاح في تعز من تصرفات الإمارات قبل سنة، وصدور بيان غريب من فرع حزب الإصلاح في تعز حينها، يمدح الإمارات، ويرفض الإساءة لها، ويصف المنتقدين لها بالمندسين وغير المسؤولين!
كما نذكر نفاد صبر توكل كرمان وبعض الإصلاحيين في تركيا، من تصرفات السعودية في اليمن، ومهاجمتهم أحياناً، ثم صدور بيان بإيقاف عضويتهم في حزب الإصلاح حينها، وبشكل مثير للجدل.
أي هجوم ضد السعودية والإمارات لن تتأخر قيادة الإصلاح في إدانته ورفضه وتسفيه أصحابه وإيقافهم.
وأي هجوم ضد فرقاء الحزب داخلياً سيجد التشجيع والنشر في صحافة الحزب الرسمية وغير الرسمية، وعند كثير من ناشطيه الذين يتلقون الرواتب والمكافآت الخارجية.
هذا يؤكد نظرية الاختراق الاستخباراتي السعودي للإعلام الإصلاحي، وهو اختراق يصل لقيادة الحزب المتمثلة في محمد اليدومي رئيس الحزب، وعبدالوهاب الآنسي الأمين العام، ومسؤولي الدائرة الإعلامية للحزب وفروعه، والذين يبدو أن السعوديين يسارعون لإكرامهم بالمال والرواتب من اللجنة الخاصة السعودية بمجرد تعيينهم في مواقعهم الحساسة تلك، ويوجهونهم لاحقاً لمهاجمة الجميع في الداخل، والانبطاح للجميع في الخارج، وهذه للأسف تصرفات غير مسؤولة وغير وطنية.
على عقلاء الإصلاحيين الانتفاضة والخروج من هذا الواقع المزري، ليعود حزب الإصلاح حزباً وطنياً يدعو للتصالح المحلي، ومواجهة اليمن للعدو الخارجي التاريخي المعروف.

أترك تعليقاً

التعليقات