خليل نصر الله

خليل نصر الله / لا ميديا - 
لا تخفي صنعاء نيتها دعم جهود التهدئة إلى أقصى حد زمني يسمح به الشعب اليمني. وهي تمارس الأمر عملياً، من خلال إعطاء فرصة تلو الأخرى لدول العدوان لترتيب أوضاعهم ومراجعة حساباتهم، والتحرر من الضغوط الأمريكية التي لا تتوقف.
ليس جديداً تصويب صنعاء على دور أمريكي -بريطاني مُعطل. هي تتحدث وفق معطيات توفرت لها، إضافة إلى بطء طرأ في رد السعوديين على التفاهمات الأخيرة التي وصلت إليها محادثات صنعاء التي حضرها وفدهم.
قبل أيام، حذر الرئيس اليمني مهدي المشاط من الدور الأمريكي -البريطاني المُعطل، دون أن يحمّل الرياض مسؤولية، لاعتبارها تشن عدواناً وحصاراً مباشرين، وأكد أنه قد يدفع نحو تصعيد تدفع دول العدوان ثمنه، بالدرجة الأولى.
بالأمس، كرر رئيس المجلس الأعلى التحذير من تعطيل وعرقلة أمريكية -بريطانية، خلال جلسة مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في صنعاء، لكن ما كان لافتاً هو تحميل الرئيس المشاط لغروندبرغ رسالة إلى الأوروبيين تحذرهم من أنهم والعالم سيدفعون ثمناً ما تدفع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا باتجاهه.
رسالة المشاط إلى الأوروبيين تحمل دلالات هامة يجب التوقف عندها، فهي تؤكد على:
- أنه إذا ما حصل تصعيد ستذهب صنعاء نحو ضربات موجعة تطال مصادر النفط ومسارات تصديره.
- أن التصعيد إن حصل يتحمل مسؤوليته الأمريكيون والبريطانيون ودول العدوان لرضوخها للضغوط.
- أن صنعاء لا تسعى إلى التصعيد إنما تدفع نحو سلام مشرف يحفظ سيادتها وحقوق شعبها.
- أن صنعاء تحث الأوروبيين على ممارسة دور معاكس للتوجهات الأمريكية -البريطانية.
- أن صنعاء ليس لديها ما تخسره إذا ما تواصل العدوان وبقي الشعب اليمني محاصراً.
- أن صنعاء لن تبقي باب التفاوض مفتوحاً إلى ما لا نهاية مهما بلغ مدى التقاربات بين دول الإقليم.
وعليه، إن التحذير اليمني يمكن وضعه في إطار الواقعية وحالة المراوحة التي تشهدها المباحثات بعد وضوح صورة التدخل الأمريكي لتخريب تفاهمات كانت مرتقبة، نتيجة حسابات أمريكية طبعاً. وقد يشكل التحذير دافعاً للسعودية لتغليب مصلحتها على المصلحة الأمريكية، ودافعاً للأوروبيين لممارسة دورهم في ثني واشنطن عن الدفع نحو تصعيد قد يضر بالعالم أجمع، كما أكد مهدي المشاط.

كـــاتـب وإعلامـــي لبنانـــي

أترك تعليقاً

التعليقات