فشل أمريكي في إحباط عمليات صنعاء
 

خليل نصر الله

خليل نصر الله / لا ميديا -
مرّ ما يزيد عن الشهر على بدء الولايات المتحدة وحليفتها اللصيقة بريطانيا عدوانهما على اليمن، بذريعة حماية أمن الملاحة البحرية غير المهدّدة أصلاً، ومحاولة تأمين سفن الكيان الصهيوني أو تلك المتوجهة إلى شواطئ فلسطين المحتلة.
وضع الأمريكيون ضرباتهم في إطار التأثير على قدرات صنعاء الهجومية. اعترفوا بأنه لا يمكن القضاء عليها؛ لكنّهم جزموا بالحد منها، وهو ما عبّر عنه أكثر من بيان وتصريح أمريكي، حتّى على لسان الرئيس بايدن.
في أوساط بعض الخبراء، ثمة خطأ في الحساب ارتكبته واشنطن، إن لجهة الأهداف التي رفعتها، أو لجهة تقدير القدرات اليمنية من نواح عدّة.
بعد شهر، يتبين أن واشنطن أخفقت، بل راكمت إخفاقات في تحقيق أهدافها، وهي انزلقت بنفسها إلى مواجهة غير محسوبة، فلا هي منعت صنعاء من تحقيق أهداف عملياتها المساندة لغزّة، ولا حمت السفن التي تدخل ضمن دائرتها أو الدائرة الصهيونية أو البريطانية من الاستهداف بل والإصابة.
عملياً، رفعت صنعاء منسوب الاستهداف، وهو أمر تشير إليه الضربات التي تنفذ ولا ينكرها الأمريكيون، بل وأدخلت تقنيات ومعدات قتالية جديدة إلى المواجهة، كمثل الغواصات المسيّرة والصواريخ البالستية التي باتت تستخدم ضدّ الأهداف المتحركة في البحر، وهو ما ينظر إليه الأمريكيون بعين الخطورة.
في خطابه يوم الخميس، أعلن السيد عبد الملك الحوثي، قائد الثورة في اليمن، عدة مسائل تتعلق بإدارة المعركة الحالية، فكشف عن تطوير الصواريخ المتوفّرة لدرجة لا يتمكّن الأمريكي من اعتراضها، كذلك إدخال سلاح الغواصات المسيّرة إلى ميدان المعركة، وكذلك مواصلة القدرة على تحصيل المعلومات الدقيقة بشأن السفن في البحر الأحمر والبحر العربي، رغم محاولات الخداع الأمريكي عبر التمويه والتحايل.
ويبقى الأبرز هو إشارة السيد عبد الملك الى تصعيد مقصود للعمليات، رابطاً الأمر بالدرجة الأولى بالعدوان على قطاع غزّة وما يمر به أهل القطاع من ظروف إنسانية صعبة، وكذلك العدوان على بلاده، والذي تؤكد صنعاء أنه إسناد للكيان الصهيوني.
لا يحتاج الأمر لكثير من التدقيق للتأكد من صحة وواقعية الرواية اليمنية، التي تؤكد فشل واشنطن في إحباط العلميات اليمنية، بل وزيادة الصعوبة عليها في التعامل مع الواقع المرير، بالنسبة للأمريكي، والذي يرى أن ثمة نفوذاً سقط من يده، وأن مشروعه في السيطرة على الممرات البحرية والتحكم بها قد تلقى ضربة غير عادية.
نجحت صنعاء، من خلال المواجهة في تثبيت تهشم الردع الأمريكي، وكذلك قدرتها على المناورة والتحكم بمسارات عملياتها، وتعميق أزمة الأميركيين في المنطقة ككل، فما يُفعل من اليمن قد يُفَعّل في مناطق حساسة أخرى، مع العلم أن ما أفرجت عنه صنعاء لم يبلغ ذروته، لا كمّاً ولا نوعاً.

 إعلامي وكاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات