شيء من «التطبيع» حصل!
 

خليل نصر الله

خليل نصر الله / لا ميديا -
عند توقيعها الاتفاق على إعادة العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جمدت السعودية مسار التطبيع مع «تل أبيب» مؤقتاً، لاعتبارات عدة، أبرزها أن ما كان يدور النقاش حوله هو مزاعم التهديد الإيراني المشترك.
لكن واشنطن، منذ اللحظات الأولى، أعادت تشغيل ماكيناتها على خط الرياض ــ «تل أبيب»، وسجلت حركة موفدين أمريكيين إلى المنطقة، على رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الذي حط في الرياض أكثر من مرة، وسط ترقب في «تل أبيب» لما سيعود به من نتائج، حسب ما عبر رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني يتسحاي هينغبي قبل ثلاثة أشهر.
مسارات الأمور، أو الحركة الأمريكية، خلال الفترة الماضية، يبدو أنها آتت أكلها، فأعيد إحياء «التفاوض» حول الصفقة، وهو ما تجلى خلال الأسبوع الماضي بزيارة مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى الرياض، والذي بحث ملفي اليمن والتطبيع، حسب تقارير غربية، خصوصاً مع تزامن وصول وفد السلطة الفلسطينية إلى جدة.
لا نتائج حتى الساعة، وهو أمر ثابت، وتؤكد عليه واشنطن، كما أعرب عنه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، مؤخرا، والذي لم يخف تقديم مسؤولين أمريكيين و«إسرائيليين» وسعوديين طروحات من عدة عناصر لمسار نحو تطبيع علاقات بين السعودية و»إسرائيل»، وهو بحد ذاته تأكيد وجود مسارات يعمل عليها.
سابقاً، مع إعلان الإمارات والبحرين تطبيعاً مع الكيان «الإسرائيلي»، فتحت السعودية أجواءها للطيران «الإسرائيلي»، وهي خطوة لا يمكن لها أن تتم دون تواصل «أمني» بين الطرفين. كما سبق أن سجل حضور «إسرائيليين»، خصوصاً من الإعلاميين، إلى الأراضي المقدسة في السعودية، وكذلك شخصيات «إسرائيلية» حضرت مؤتمرات أممية.
الحد لم يقف هنا، فخلال الأيام الماضية، سجل حضور وفد «إسرائيلي» مكون من 12 رجل أعمال ترأستهم الدكتورة نيريت أوفير، إلى الدمام لحضور مؤتمر حول الدفاع السيبراني.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، فقد أتى الوفد بدعوة رسمية من الجهات السعودية، وتصرف بشكل علني وقدم تقنيات مبتكرة واجتمعوا بممثلي شركات كبرى في الخليج.
وبحسب الصحيفة أيضاً، فإن الوفد سمع من القائمين على مؤتمر الدمام، والذين وصفتهم الصحيفة بالمضيفين، كلاما مفاده: «مع كامل احترامنا للإمارات والبحرين، فالتطبيع معنا، إذا جاء، فسيكون حدثاً بحجم مختلف تماما».
ما جرى هو مؤشر إلى تطبيع حاصل، في مجالات عدة، وهي خطوة مشابهة لما قامت به البحرين وأبوظبي سابقاً باستقبال موفدين «إسرائيليين» تحت عناوين المؤتمرات سواء الأممية أو الإقليمية ونظمتا لهم زيارات إلى معالم في البلدين.
ما يمكن أن نخلص إليه هو أن ثمة تطبيعاً قد حصل ضمن مستويات عدة، منها ما شهدته الدمام، وهي خطوات تمهيدية لخطوات أكبر، كما جرت العادة في الممالك والإمارات الخليجية، وأن المحادثات حول أمور أمنية وأخرى متعلقة بمطالب سعودية من الأمريكيين قد تكون المرحلة الأخيرة قبل إعلان تطبيع وتبادل السفراء.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات