«الكهنوت» البريطاني!
 

عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
الكثير شاهد مراسيم تتويج الملك "تشارلز الثالث" الكهنوتية والذي يطلق عليه "حارس العقيدة"، وشاهد الملابس الغريبة التي ارتداها والعربة التي ذهب بها، والحكاية العجيبة عن كرسي طقوس التتويج الذي جلس عليه.
كلها طقوس غريبة تعود لقبل قرون تشبه تلك الطقوس التي صاحبت جنازة والدته الملكة التي تعمرت عتيا، والتيس الذي حضر دفنها ويحمل رتبة ملازم والعصا التي ترمز لكذا وكذا... إلخ.
طقوس كهنوتية تدل على عقلية رجعية بشكل حقيقي، تعود لفترة استخدام الجانب الديني كغطاء على جرائم بريطانيا الاستعمارية منذ قرون.
لكن، لن تجد أحدا ممن يصفون أنفسهم بالحداثيين ينتقدها، كما لن ينتقدوا لقب الملك السعودي "خادم الحرمين الشريفين" على سبيل المثال لاستخدام الدلالة الدينية لتثبيت أركان حكمهم الملكي.
لكن لمجرد أن تقول اسم السيد عبدالملك يتقافزون كالرباح، ويتطرقون لكافة التفسيرات اللولبية والخنفشارية والبعد البؤري ونظرية الأكوان المتوازية لتفسير استخدام مفردة السيد قبل اسمه!
رغم أنها صفة لشخصه كالشيخ فلان أو الفندم فلان، وللعلم كلمة الفندم وأفندم تعني "سيدي" لكن بالتركي، يعني عادي ما تزعلش الحساسين.
شاهدنا الانحناء والركوع والخضوع وتتويج الملك في كنيسة على يد راهب دين، لكن كلها أمور عادية عند مدمني ومدمنات السينما الذين تغرورق عيونهم بالدموع عندما يطل الأمير بالحركة البطيئة على ظهر حصان أبيض ليختطف الفتاة ويهرب بها.
لكن مشاعرهم لا تتأثر أمام الجرحى والأسرى وذوي الشهداء، بل تتحول لنظرات عدائية ضد من دافع وفدى وضحى في سبيل الله والبلد، ومن جنبوا بلدنا الانزلاق لسيناريوهات كارثية كان مخططا لها وضد شعبنا وهويتنا ومعتقداتنا، ولايزال الخطر ماثلاً.
من أطلق عليه الملك هنري الثالث هذا اليوم أوضح لي غباء هذه التسميات التي كانت تبهرنا عندما ينطق اسم ملك مقرون بعدد مثل جورح السادس أو لويس الخامس عشر في فرنسا وغيرها من تلك التسميات.
هذا نعرفه وعاصرنا قصته مع جميلة الجميلات "ديانا" التي لم يستطع أن يحتويها فهربت منه وبحثت عما ينقصها (حسب ثقافتهم الغربية الإباحية) في حضن رجل غيره وذهب ليعشق امرأة تكبره سناً تاركا "ديانا" ثم هرب لحضن أمه لتخارجه من نظرة الناس ويتم التوجيه بقتل طليقته وأم أولاده وهو فرح لأنها انتقمت له ممن تركته "لخيبته" الأمر الذي هز العائلة فهرب ابنه "وريث العرش" ليتزوج بممثلة أمريكية ويتنازل عن الحكم نظرا لتأثير قصة هروب أمه وقتلها بتلك الطريقة التي تسبب فيها تشارلز الثالث (أبوه) مما عقد التعاقيد ولخبط الحساويس.
يعني حكاية الفارس والحصان الأبيض الذي يلتقط الفتاة من الهواء "على غيري"، قد شاهدنا تشارلز الثالث وعرفنا حقيقته وربطناها بحقيقتهم كلهم، بل يقال بأنه كان سيعلن اعترافه بأنه ينتمي لفريق الملونين.
حتى قصص شكسبير مثل هاملت وظهور الجن والسحرة بمسرحياته ليست عملا خياليا، بل مأخوذة من الحكايات الشعبية البريطانية القديمة ويعتبرونه أعظم كاتب في التاريخ، لكن إذا تم ذكر قصة شعبية يمنية سيدخلون بنقد الحزاوي وضرورة ترك "أسمال الماضي".
كهنوت ونص وربع، هو الذي في بريطانيا يا حداثيين يا بتوع المدارس.. كهنوت ولا مش كهنوت؟ بصوت سعيد صالح.

أترك تعليقاً

التعليقات