استراتيجية الحجة
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
تسبب العدوان السعودي الإماراتي، وبتوجيه ودعم ومباركة أمريكية، على اليمن، بسقوط عشرات الآلاف من الأبرياء، أغلبهم أطفال ونساء، بمجازر وجرائم هي جرائم حرب ارتكبها طيران تحالف العدوان وتم توثيقها على مدى سبع سنوات وكان العالم شاهدا ومتواطئاً عليها.
كما تسبب العدوان السعودي الأمريكي والحصار على اليمن بإحدى أكبر الأزمات الإنسانية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، ولا تزال مأساة اليمنيين مستمرة وتتصاعد نتيجة ذلك العدوان والحصار، رغم مرور أكثر من عام على وقف العدوان العسكري بهدنة ضاعفت معاناة ومأساة اليمنيين، حيث استطاع تحالف العدوان إيجاد أشكال مختلفة من العدوان لا يستخدم فيها الطائرات الحربية والصواريخ والقنابل؛ لكنه يفتك بأرواح اليمنيين ويقتل النساء والأطفال والرجال جوعاً وفقراً وقهراً، بالإضافة إلى استمرار نزوح وتهجير الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يعيشون أياماً وشهوراً وسنوات مأساوية نتيجة الإهمال وانقطاع الرواتب وعدم وجود فرص عمل، وحصار جعل من اليمن سجناً كبيراً.
وما زاد الطين بلة هو المماطلة السعودية والتهرب من تنفيذ شروط الهدنة، المتمثلة بمطالب إنسانية هي حقوق يكفلها القانون الدولي والأعراف الإنسانية؛ لكن النظام السعودي والأمريكي يستخدم تلك المطالب والحقوق كورقة سياسية واقتصادية يهدف من خلالها إلى تركيع أبناء اليمن وتحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه بالحرب والعدوان.
لقد كان هدف اليمنيين وقياداتهم الثورية من الهدنة هو وقف العدوان وإنهاء الحرب بشكل كامل ودائم، وفك الحصار وإحلال السلام العادل والمشرف وإنهاء المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمنيون من جذورها؛ إلا أنه وكما هو واضح كان لأمريكا وأدواتها في المنطقة أهداف مختلفة من الهدنة، أهداف قائمة على المراوغة والمماطلة وجعل الهدنة شكلاً من أشكال عدوانها وحصارها على اليمن وإطالة أمد الصراع ورفع مستوى المعاناة الإنسانية، لتمزيق المجتمع اليمني والجبهة المقاومة للهيمنة الأمريكية واستكمال مشروع تفتيت وتقسيم ونهب الثروات اليمنية والسيطرة على ممرات الملاحة البحرية وطرق التجارة العالمية في إطار الصراع الأمريكي الصيني الروسي، مستغلة رغبة اليمنيين في السلام وتجنيب دول الجوار التي جعلت من نفسها خنجراً مسموماً بيد أمريكا ومغروساً في الجسد اليمني، ناراً لا تبقي ولا تذر ويصعب إخمادها هي أقرب اليوم إلى الاشتعال بعد أن قدمت صنعاء التنازلات وأتاحت الفرصة تلو الفرصة وأوشك صبرها على النفاد بعد أن نفد صبر الشعب اليمني.
ومع إدراك القيادة السياسية حقيقة ضعف وعجز النظام السعودي عن الخروج من تحت الجلباب الأمريكي، إلا أن إقامة الحجة هي إحدى أهم الاستراتيجيات المتبعة لقيادة الأنصار والشعب اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات