عاصفة اقتصادية جديدة!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
تأثيرات وتداعيات إفلاس ثلاثة بنوك أمريكية، أبرزها بنك "سيليكون فالي"، تتسع، والكثير من الدول تتحدث بصوت خافت عن حجم خسائرها نتيجة ذلك.
الخسائر السعودية وصلت إلى 15 مليار دولار، وهناك خسائر كبيرة في بريطانيا بعد أن قامت ببيع ما لديها من أسهم في تلك البنوك بمبالغ زهيدة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وكرة الثلج المتدحرجة تصل إلى بنك "كريدي سويس"، ثاني أكبر البنوك السويسرية، الذي يفقد 98%من قيمته السوقية.
ورغم تدخل الحكومة السويسرية لوقف انهيار بنك "كريدي" بتقديم 50 مليار فرنك، إلا أن ذلك لم يفلح، والسبب يعود إلى قيام الشركات والأفراد بسحب ما لديهم من أموال في تلك البنوك، خوفاً من إفلاس المزيد من البنوك وخسارة أموالهم، وهذا يؤدي إلى عجز البنوك عن توفير سيولة نقدية كافية وهبوط في سعر أسهم البنوك المستهدفة.
الجدير بالذكر أن إدارة بنك "كريدي سويس" فشلت في إقناع البنك الأهلي السعودي، أكبر المساهمين في بنك "كريدي سويس"، بتقديم المزيد من الدعم لمنع الانهيار، بالإضافة إلى رفض دول خليجية أخرى مساهمة في البنك تقديم الدعم المالي على غرار ما قامت به في 2008، حيث تم تقديم مئات المليارات من الدولارات لإنقاذ البنوك الأمريكية من الانهيار بسبب الأزمة والانهيار الاقتصادي الذي حدث في 2008.
ومن المتوقع أن نشهد المزيد من إفلاس وانهيار بنوك ومصارف في عدد من دول العالم، نتيجة حالة الهلع التي أصابت الشركات والأفراد، واللجوء إلى سحب ما لديهم من أموال وبيع ما يملكون من أسهم خوفاً من خسارة أموالهم.
نتحدث عن بنوك بعضها يمتلك رأس مال يصل إلى مائة مليار دولار، وأرصدة قريبة من هذا المبلغ، وعن أشخاص كانوا قبل أيام يمتلكون أرصدة وأسهماً بملايين الدولارات، وأصبحت تلك الأسهم بلا قيمة، وكأنَّ البشرية لا يكفيها الحروب والصراعات القائمة والمخاوف من اندلاع حرب عالمية لنشهد عاصفة اقتصادية مدمرة سوف يكون لها آثار سلبية على الجميع.

أترك تعليقاً

التعليقات