بلد منقطع
 

عمر القاضي

عمر القاضي / #لا_ميديا -

انقطع التيار الكهربائي قبل سنوات على الشعب اليمني، قمنا اشترينا ألواح طاقة شمسية وبطاريات.
وبطارية تفضي وأخرى تخرب. كل يوم نقضيها ذهاباً وإياباً لعند أصحاب البناشير.
أيش من طاقة شمسية وكذب، لو غيم الجو يوم حنبت. تقعد بالظلام. وماعد تبصر أين تخطى داخل شقتك. مرة تدعس ابنك، ومرة تزبط ثلاجة الشاي والقلاصات لعرض الجدر لما توقع أبوها أشقاف. مابه إلا تقعد ببقعتك بين الظلام للصبح وإلا على ضوء الولاعة الخافت، والتواصل مع أسرتك عبر الصوت فقط، هكذا: أين أنتي، أين الولد، ابصريه لو يكون دخل المطباخ يلعب بالطحين. 
بعد معاناة طويلة بين الظلام، انتقلنا مؤخرا لكي نشترك من أصحاب المولدات الخاصة بالحارات، وندخل ضوء، علشان نستضي ونبصر في أي زاوية تقعد المرة، أهون ما تقفز تتبهش عرض شوال الدقيق بالظلام.  
صحيح أن الكهرباء والضوء نعمة، لكن أن يصل سعر الكيلو الواحد إلى 270 ريالاً في بعض الأحياء والبعض الآخر إلى 370 ريالاً، من غير رسوم الاشتراك التي تجدها في بعض الأحياء 500 ريال، بينما في أحياء أخرى تصل إلى 1500 ريال كل أسبوعين، في عملية مزاجية لا تخضع لأي ضوابط سوى ما يقرره صاحب المولد الكهربائي، أمانة إنه قتلة للمواطن المحاصر الذي بدون راتب. 
ليست الكهرباء الوحيدة المنقطعة عنا في هذا البلد المحاصر والمنقطع عنه كل شيء، فالرواتب أيضاً منقطعة، وهات يا دردحة، فمنا من تبهذل وهو يتسلف ويرهن أملاكه، ومنا من باع إرثه وكل أملاكه علشان يطعم أطفاله، والقليل من توفق وحصل على عمل وبراتب زهيد. ولم تعد الجهات المعنية تصرف إلا نص راتب كل 5 أشهر. أما شرعجية الرياض الله لا ألحقها خير لأنها سبب هذه البهذلة الآن انقطع النت على الجميع، كملت الفورة. وقد تعطلت أغلب المؤسسات ومحلات الصرافة والمواقع الإلكترونية و... الخ. وهات يا ملاحقة بعد النت.
قالوا إن الكابل انقطع، أمانة يشعروك أنه توصيلة حق شاشة تلفاز وليس كابل نت طويل عريض ومطمور تحت الأرض.
أمانة يا وزير الاتصالات والافتصالات تبهذلنا، مرة ترفعوا التسعيرة، ومرة ينقطع النت، لكن الغريب أن النت مقطوع نص نص. يا خلق الله اليوتيوب يشتغل عادي، بينما جوجل ومواقع التواصل ما ترضي تفتح، كيف هذا يا مسفر؟!
نقضي ليلة في جوجل علشان نفتح رابط لخبر، وبالأخير ما يتحمل من الخبر إلا العنوان، وبقية الخبر تكمله من المجابرة وتوقعات المخزنين في المقيل.

أترك تعليقاً

التعليقات