يا لطيف والدراما!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
هناك أحداث حقيقية وقوية أكبر من أحداث المسلسلات اليمنية الفاشلة التي لا تمت للواقع بأي صلة ولا تناقش معاناته كما يجب وبأسلوب مثير وجدي.
أحداث غزة ومعركتنا في البحرين الأحمر والعربي أكبر من أحداث الدراما المصطنعة والمنزوعة من المتعة، والمفرغة من الإثارة والقضايا الحقيقية، والمبتورة قصصها ومشاهدها والغارقة بالأخطاء الفنية، والتي تشوه واقع معاناة الشعب وثقافتنا بالزبج والأحداث غير المنسجمة مع الممثلين ومعنا أيضا.. ما بوش معك مسلسل قصته قوية ومثيرة تستحق التمثيل والإنتاج يا أخي أرقد لك.
مش ضروري تكعف الآخرين مسلسل زبالة عشان تطلب الله، لذلك جميع الأعمال الدرامية حق هذه السنة كانت سيئة وفاشلة، لا فكرة ولا قصة ولا إثارة ولا قضية ولا تشويق ولا متعة...
نبدأ بالمسلسل البدوي “دروب المرجلة” الذي يبث على قناة “السعيدة”.. هذا المسلسل مسروق عيني عينك في طريقة توزيع الأدوار والشخصيات من مسلسل “الطواريد” الكوميدي السوري.. مسلسل مخبوص خبيص ومسخرة باللهجات.
مسروق نفس مسلسل “خارج التغطية” الذي تم بثه العام الماضي، والذي كانت فكرته مسروقة من المسلسل السوري “ضيعة ضايعة”. الواحد يسرق منشور بالفيس أما يسرق فكرة مسلسل، فهذه جديدة.
سوف أنتقل الى مسلسل “ماء الذهب”، الذي تم الترويج له أكثر من اللازم.
أي مسلسل تقوم فكرته الرئيسية على البحث عن الكنز هو مسلسل فاشل وجامد، وهذا هو مسلسل “ماء الذهب” الذي ضجونا فيه وأنه أفضل مسلسل يمني.
مسلسل حواراته عقيمة ومملة، الأسئلة كثيرة إلى حد أنك تشعر بالاستفزاز.. مسلسل جامد، لذلك المخرج أدخل الجن ليصنع إثارة وتشويق للمسلسل وصميل وليته استطاع يحقق ذلك.
مسلسل قصته مكشوفة وجن ومبالغة، ولا تخلو مشاهده من الأخطاء بالحوارات الركيكة وتكرار الأسئلة. منذ البداية وهم يتساءلون في ما بينهم عن كيفية الخروج من القرية، وأن ذلك صعب وغير ممكن. بينما المخرج منذ البداية لم يعرض صعوبة الخروج من القرية، مثلا كأن يعرض هذه القرية في مكان مرتفع شاهق وخطير وطرقه مخيفة وغير معروفة، لكنه في بداية المسلسل أدخلهم إليها بكل سهولة، وهذا أكبر تناقض.
والعجيب أن جميع الذين دخلوا القرية لا يعرفون بعض وغرباء عن بعض ورغم أنهم في الحلقة الخامسة ومازلوا غير منسجمين ويتحدثون برسمية زائدة وتشعر كأنهم التقوا بالصدفة، وليس فريق واحد.
أفضل ما في المسلسل الشارة فقط، ودور الممثل يحيى إبراهيم، الذي أبدع بدور الأعمى وهو يجسد شخصية كنموذج آخر يا “سعم” للبردوني (الله يرحمه) لكن عبدالله الرجل الأعمى هنا متخصص في سرد القصص التاريخية، وبالأخير سيكون الكنز من نصيبه.
مع احترامي لبقية الممثلين اللي يتحدثوا تلقين وأسئلة وإجابات ولهجتهم مهزوزة وغير مضبوطة، ومستعد أطلع في كل مشهد من اثنين إلى أربعة أخطاء.
المهم مش بحق الترويج لهذا المسلسل البايخ. والله ما يفلت خطأ عليكم، رصدتهن كلهن وبنزلهن بمقطع لتعرفوا وتتأكدوا فشل هذا المسلسل.
لن أتحدث عن بقية المسلسلات الأخرى فهي لا تستحق حتى النقد، لأنها لا قصة ولا فكرة ومستفزة، فقط تكلمت عن “ماء الذهب” الذي تم الترويج له خلال العامين السابقين وكان يريد صاحبه بيعه كما وصلنا بـ700 ألف دولار، ولم توافق أي قناة على شرائه، وفي الأخير استسلم صاحبه وقام بعرضه في قناة على اليوتيوب.. لن أتحدث عن المسلسلات الباقية لأنها لا تستحق حتى أن أذكرها.

أترك تعليقاً

التعليقات