صنعاء قطب استقلالية عالمي!
- مطهر الأشموري الأثنين , 15 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:06:34 AM
- 0 تعليقات

مطهر الأشموري / لا ميديا -
يجمع كبار المفكرين والمحللين على أن ما يجري على مستوى العالم هي حرب عالمية؛ ولكن دون استعمال السلاح النووي. وفي ظل هذا الصراع وهذه الحرب العالمية لا يستطاع فهم الكيفية والآلية التي ستوقف هذا الصراع.
الطبيعي أن هذا الصراع العالمي ستربط به أو ترتبط به كل الصراعات الأصغر قضايا مثل أوكرانيا وتايوان و»الشرق الأوسط» بكل ما يرتبط ويتصل بها. لكن الأهم في الربط والارتباط هو أن العالم يرفض الهيمنة الاستثنائية الأمريكية والقطب الأحادي والعقوبات الأحادية، ولذلك فالعالم متعدد الأقطاب هو مطلب عالمي في ظل نهوض وتطور الصين وروسيا إلى قدرة قيادة هذا المشروع العالمي ومواجهة أمريكا كاستعمار إمبريالي غربي هو امتداد لما عُرف بـ»الاستعمار القديم».
ما يسمى «الشرق الأوسط» لم يعد الحسم للصراع العالمي يرتبط به كما كان في الماضي؛ لكنه ساحة من ساحات الصراع من المنظور والمواجهة المباشرة وتموضع الأنظمة العميلة أمركة وصهينة، وشراكة الصين وروسيا في المصالح مع هذه الأنظمة -وعلى رأسها النظام السعودي- يجعل مسمى «الشرق الأوسط» هو ساحة ومساحة مناورات وتكتيكات؛ كونه لم يعد ساحة حسم أو ذات تأثير حاسم. وأستطيع التأكيد أن ما حدث في سورية مثلاً هو انتصار لأمريكا و»إسرائيل»؛ ولكنه عمل تكتيكي بالنسبة للاصطفاف العالمي المضاد لأمريكا ونتائجه على المتوسط أو الأبعد شأناً أو شيئاً آخر، وعلى الذين يتحدثون عن «جنوني» أن يمتلكوا ذاكرة للتطورات التي أشرت إليها.
لاحظوا أن إيران كقوة إقليمية تواجه أمريكا وأوروبا، بينما «إسرائيل» التي توصف بأنها قوة إقليمية لم تستطع مواجهة الشعب الأعزل في غزة، واستنجدت بأمريكا وأوروبا كاستعمار وفر لها كل أساطيل وحاملات الطائرات الغربية، فماذا لو هوجمت «إسرائيل» كما هوجمت إيران فكيف يقاس النصر؟ وكيف تقاس الحروب؟
يمكن القول إن إیران تستفيد من الصراع الدولي في تعظيم مصالحها والحفاظ على حقوقها المشروعة، ومع ذلك فإيران في وضع وتموضع قوة إقليمية، وليست من الأقطاب عالمياً، ويكفيها أنها لم تكن تحتاج لمن يدعمها في مواجهة أمريكا والغرب بمستوى ما احتاجه الكيان اللقيط لمواجهة الشعب الأعزل في غزة.
إيران كقوة إقليمية هي في اصطفاف مع الصين وروسيا. والتكتيك الأمريكي يقتضي استعمال إيران على أنها العداء والعدو في المنطقة للعرب والمسلمين، ثم استعمال أرضية ذلك لفرض التطبيع مع الكيان اللقيط، وذلك حتماً سيفشل طال الزمن أو قصر.
لو أن إيران بمستوى الحملات الإعلامية السياسية الموجهة أمريكياً، فإن إيران هي قطب عالمي وبين القوى العظمى والأعظم.
حاجة أمريكا لاستعمال إيران كعدو بديل لـ«إسرائيل» يتطلب عدم التطرق إلى اصطفاف إيران مع الصين وروسيا، ولا يكترثون بحقيقة أن هذا التفعيل والاستعمال يقدم إيران بأكبر من قوتها.
اليمن البلد الوحيد الذي وجد وحكم فيه نظام شيوعي لثلاثة عقود في عدن، ومع ذلك فإن الحملات السياسية الإعلامية لا تساوي 1% من الحملات ضد ما يسمى «المشروع الإيراني» أو «المشروع الشيعي»، ومع أن اليمن عبر النظام الشيوعي دخل حلف «وارسو» كعضو كامل العضوية، ولمن يهتم أن يقارن بين مشروع شيوعي حكم في عدن كنظام وبين مشروع شيعي أو إیرانی لا وجود له في واقع اليمن، وهو ليس أكثر من حملات سياسية إعلامية في إطار عمالة الأمركة والصهينة.
وبالتالي فالذين لا يريدون حتى ربط الحالة الإيرانية بصراع أو اصطفاف عالمي مستحيل أن يربطوا حالة اليمن بالصراع العالمي.
ومع ذلك فالصراع في اليمن يرتبط بالصراع العالمي، ومثلما هذا الاصطفاف المؤمرك المتصهين، فصنعاء باتت في اصطفاف أحرار العالم لشعوب فوق الاستعمال الأمريكي الصهيوني، ولا يعيب أن تصطف صنعاء مع الحرية ومع الأحرار مقابل اصطفاف عمالة وخيانة مع أمريكا والكيان الصهيوني اللقيط.
لم تعد ورقة توت ولا أشجار غابات العالم قادرة على أن تستر سوءات الصهينة بأوامر وقوة الأمريكية.
المتوحدون مع ومن أجل فلسطين لا يقارنون بتوحد أمركة وصهينة، فهل من حق في العالم أوضح من حق الشعب الفلسطيني بمعايير السماء والأرض؟!










المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري