قيمتنا في صرختنا
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -

ليس غريباً أو مستغرباً أن يخرج الشعب اليمني في مختلف محافظات الجمهورية لترديد صرخة البراءة من اليهود، ويسجل موقفه المشرف تجاه قضايا الأمة المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فالأيام والمواقف أثبتت أن الشعب اليمني الذي بدأ صرخته ضد المستكبرين قبل سبعة عشر عاماً، هو الأقوى في وجه التطبيع والمطبعين مع الصهاينة والأمريكان، وعلى الرغم من الحرب والعدوان الذي فرض عليه بسبب موقفه من قوى الاستكبار في العالم، إلا أن قضية فلسطين مازالت على رأس قائمة اهتماماته.
الفرق بين الموقف اليمني ومواقف الدول العربية الأخرى تجاه قضايا الأمة، أن أغلب المواقف العربية هي مواقف شعبية فقط، أما في اليمن فالموقف الرسمي والشعبي واحد تجاه القضايا المركزية، لاسيما منذ انتصار ثورة الـ21 من أيلول من 2014،، حيث تنسجم مواقف الدولة اليمنية بكل مؤسساتها مع الموقف الشعبي في رفض التطبيع أو التخلي عن القضية الفلسطينية، حيث يعلن المجلسُ السياسي الأعلى رسمياً رفضَ الجمهورية اليمنية وإدانتَها لكُلِّ الخطوات المشبوهة الداعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية ومنع حقّ العودة، وإقامة المؤتمرات والفعاليات لتسويق مشاريع الاحتلال.
اليمنيون يعتبرون أن المعركة التي تقودها قوى الطاغوت انطلاقا من فلسطين هي معركة مصيرية، وقضية الأقصى وفلسطين هي الأساس والمحور. كما لا يغفل شعب الإيمان والحكمة عن أن ارتباط النظامين السعودي والإماراتي بأمريكا والكيان "الإسرائيلي" بات جزءاً من استهداف الأمة وإخضاعها وتدميرها.
وقد قالها سيد الثورة وقائدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في وقت سابق: "إن كل أبناء الأمة مستهدفون. وإن التفريط بالأقصى يشكل خطورة بالغة، وإن الأمة إذا فرطت بمقدساتها وما يعبر عن هويتها فقد باتت أمة ضعيفة منتهية، وارتباط الأمة بالأقصى ارتباط بمبدأ جامع يعبر عن قيمها، والتفريط به يشكل خطورة بالغة".
وفي الوقت الذي يزداد فيه الموقف اليمني صلابة في وجه المستكبرين، يتهافت عربان الخليج نحو الصهاينة والتصهيُن بشكلٍ مخزٍ ومُحزن في الوقت ذاته، ومن أحدث مظاهر ذلك التطبيع، ما فعلته البحرين ومن شارك معها في ورشة المنامة التي بدا فيها كبار الخليج صغاراً في حضرة جاريد كوشنر، وقبل ذلك عشرات الزيارات السرية المتبادلة بين "إسرائيل" والسعودية والامارات والبحرين. أما بالنسبة لسلطنة عُمان فالقبح فيها كان علناً دون مواراة أو مواربة، ووصل الأمر إلى أن المسؤولين "الإسرائيليين" يتحدثون في أكثر من مناسبة علناً عن وجود ما اعتبروه تغيراً إيجابياً هائلاً في إطار التطبيع مع العرب.
من صرخة "الأنصار" المدوية وتضحية الشهيد القائد ومواقف سيد الثورة يستلهم اليمانيون جميعاً قيمة عربية قومية يفتقدها الكثير من العرب والمسلمين في هذا الزمن. وانطلاقاً من الوعد الإلهي بانتصار الحق وانهزام مشاريع الباطل سيندم كل من تخلى اليوم عن مقدسات الأمة وخان الدماء وتاجر بالقضية.

أترك تعليقاً

التعليقات