تحرير مطار عدن
 

عبد الحافظ معجب

في الوقت الذي تزعجنا فيه وسائل إعلام العدوان بما تسميه انتصارات الشرعية في جبهات المخا وميدي، واستعدادها لمعركة الحديدة، يقف الدنبوع وشرعيته المزعومة عاجزين عن تحرير (مطار عدن) المحتل من قبل دويلة الإمارات التي تحتل الكثير من المؤسسات والمرافق الحكومية في عدن، وتفرض سيطرتها الكاملة عليها.. إنه الصراع الذي كان خفياً بين شركاء العدوان (الإمارات والسعودية)، يخرج اليوم الى العلن، وكل طرف يحشد قواته ومرتزقته، فيما يقف الدنبوع موقف المتفرج الذي لا حول له ولا قوة. فالحزام الأمني يعلنها صراحة أنه رهن إشارة الإمارات، وقوات الحماية الرئاسية تفتخر بأنها رهن إشارة السعودية، ووقود المعركة هم السلفيون والإخوان الذين يستخدمهم كلا الطرفين.
الرواية الإماراتية تقول إن سبب المشكلة يعود لشحنة أسلحة وصلت الأسبوع الماضي الى عدن، لتسليح أحد الألوية المستحدثة والمحسوبة على العجوز الإخواني علي محسن الأحمر، وقامت القوات الإماراتية داخل المطار بإيقاف الشحنة، ما استدعى ناصر هادي (الدنبوع الصغير) التوجه الى المطار لمخارجة الشحنة، مستخدماً اسم والده، غير أن الإماراتيين أخذوه إلى عند أسيادهم في أبوظبي، وهناك بايسلخوا جلده.
وتقول الإمارات إن الجنرال الفار علي محسن الأحمر يريد اللعب على المكشوف بالسعي إلى تسليح ألوية وكتائب إخوانية داعشية، بدعم ودعممة من هادي الذي قد هرب الى الرياض من جديد.
أما الرواية السعودية فتقول إن الإمارات بعد إصلاحاتها في مطار عدن تسعى لاحتلاله واستثماره لصالحها، وترفض قرارات الشرعية، وتستخدم المطار لنقل المسلحين والجماعات السلفية المتشددة لتجنيدها في صفوف مقاتليها وألويتها العنصرية الانفصالية، وكذا عناصر تنظيم القاعدة الموالين للإمارات، وياليلاه ما عد درينا ذلحين من اللي جلب الدواعش إلى عدن ويجندهم!
الحقيقه التي يسلم بها الجميع أن عدن المحتلة أصبحت مرتعاً لمن هب ودب من الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولا تستطيع الشرعية ولا السعودية ولا الإمارات فرض سيطرة كاملة على المدينة أو الأمن فيها، ولكل طرف حصته ومنطقته التي يحفظ تواجده فيها.
في وسائل الإعلام تقرأ المذيعات الفاتنات أخباراً عن تقدم وانتصار القوات الشرعية في مختلف الجبهات بعد سيطرتها على نحو 90% من الأراضي اليمنية، وعلى الأرض (ما بوش من الخبر خبر)، تعيش الشرعية في العسل، ويدفع المواطنون الثمن في العاصمة المؤقتة والمدينة المحررة منذ عامين.. يبحث الناس عن لقمة العيش، والمليارات تتكدس في قصر المعاشيق، أبناء هذه المدينة التي ظلت آمنة لعقود، يفتقدون الأمن والأمان، والقوات التي جاءت لتحريرهم وحمايتهم تتقاتل في ما بينها، بل وصل الأمر إلى استخدام الطيران، وللسكان الرعب والخوف.. تصطف عشرات ومئات السيارات أمام محطات الوقود، وهوامير الفساد تبيع النفط وتتقاسم الأرباح مع (الولد جلال).. أحياناً أفكر أن كل ما يجري في عدن أمر طبيعي في ظل وجود قوات الغزو والاحتلال، (سابر) خلونا نمشيها ونقول تمام طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي هو سكوت الناس في عدن وتعايشهم مع هذا الوضع!
أين راحت مليونيات الحراك الجنوبي التي كانت تخرج للمطالبة بطرد المحتل الشمالي؟ وأين المقاتلون الأشاوس الذين خرجوا لقتال العدو القادم من الشمال وشمال الشمال؟ أين شباب وفتية الجنوب؟ أين مناضلو وأحرار الجنوب مما يحدث اليوم؟ وهل يدرك المغفلون أن العدوان نجح في إفراغ المحافظات الجنوبية من شبابها بعد أن أرسلهم الى محارق الموت في نجران والمخا وصعدة، أم لازال هناك أحرار سيطردون الغزاة المحتلين؟

أترك تعليقاً

التعليقات