تحريف وهابي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
منذ ما يزيد على 50 عاماً والنشاط الوهابي ينشط نشاطاً متزايداً لنشر هذه الوهابية الدخيلة على ثقافتنا الفكرية والدينية. وقد تقاسمت كل من المملكة السعودية ودولة قطر هذا الاتجاه؛ تقوم السعودية بصناعة هذا الفكر المنحرف بتخريج الدعاة الوهابيين وتؤهلهم (منبرياً) للخطابة في المساجد اليمنية، وعلى وجه خاص منابر القرى والمجالس الجماهيرية كمجالس الأعراس والمناسبات الجماهيرية الأخرى؛ وتقوم دولة قطر بالتجوال في قرى اليمن ومدنه لشراء المخطوطات القديمة وإخراجها عبر الموانئ البحرية والبرية بسلام، والاتجاه لإعادة تشكيل هذه المخطوطات تشكيلاً هدفه الأول والأخير هو «التزوير»، عن طريق الحذف والإضافة والعبث بالرواية والرواة! والنتيجة قلب الحقائق، لكي لا يصبح لتراثنا مرجع أو مصدر ولا ذاكرة أيضاً. ويقال إنه حتى الآن لا توجد رقابة ولا قانون يمنع ذلك. يقول د. عبدالعزيز المقالح (والمصدر كتاب «ثرثرات في شتاء الأدب العربي» – دار العودة، بيروت، ط1، 1983، ص128): «لقد قرأت خبراً مفاده أن جمعية صهيونية مقرها سويسرا مهمتها طمس كل تراثنا العربي وتزييفه والتقول عليه وحتى تخريج الأحاديث والقرآن والتفسير، وبث السموم بمكر أدق من الهباء وخبث أكثر سواداً من ظلمات الليل». وللأسف، فقد نقل جامعو التراث في قطر مئات المخطوطات من كل من زبيد وجبلة وذمار، بعد شرائها بدراهم معدودات، مستغلين فقر الأسر في هذه المحافظات. وليس غريباً أن يقدم لصوص التراث هؤلاء الرشوة لموظفي الجمارك في المطارات والموانئ البرية والبحرية، وليس من الغريب أن تخرج هذه المخطوطات، ليضيف لها الصهاينة ما أضافوا وحذفوا ما حذفوا، خدمة للصهيونية، التي تطلق كل إمكاناتهم.

أترك تعليقاً

التعليقات