«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميــــلاً حقـــاً؟! الحلقة 59
- مروان ناصح الأربعاء , 3 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:05:59 AM
- 0 تعليقات

مروان ناصح / لا ميديا -
المراهق والتدخين... بين التمرد والفضول
تتوهج لحظات المراهقة كما تلمع شموع صغيرة في ظلام الغرفة، لحظات تضيء فضول القلب وروحه المتعطشة للتجريب. تجربة التدخين الأولى ليست مجرد نفخة دخان، بل رقصة سرية بين الرغبة والتمرد، شعور بالحياة المحرّرة والممنوعة معاً، ورمز صغير للتمرد على قيود الطفولة والروتين. هنا، يصبح الدخان مرآة تعكس النفس المتحررة مؤقتاً، لكنه أيضاً بداية استكشاف حدود الحرية الحقيقية.
شرارة الفضول بلمسة الرفاق:
الرفاق هنا أيادٍ سرية تلمس قلب المراهق، يقودونه بخفة نحو التجربة الأولى. ضحكاتهم المشوشة، تحدياتهم الصامتة، نظراتهم التي تقول بلا كلمات:
"تعال جرب معنا".
كل ذلك يشعل شرارة الفضول في داخله.
المراهق يتردد، لكنه يشعر بجاذبية المغامرة، كأن كل نفخة دخان مقبلة تحمل وعداً بالانتماء إلى عالم الكبار والتميز المؤقت.
الوهم بالتمرد والحرية:
التدخين يصبح رمزا للتمرد، وكأن الدخان يكتب على الهواء إعلاناً صامتاً:
"أنا أقرر، أنا أتمرد". كل نفخة تمنحه شعوراً بالتحرر من قيود الأسرة والمدرسة، رغم أن الحرية هنا وهم مؤقت، شعور هش يتطاير مع تصاعد الدخان.
السرية كمعركة صغيرة:
تبدأ المرحلة الخفية من التجربة، حيث يصبح التخفي فناً ومغامرة يومية.
المراهق يتسلل بين الظلال، يراقب حركات الآخرين، يحاول الحفاظ على هذا العالم الصغير لنفسه وحده.
كل لحظة سرية تبدو وكأنها نضال صغير ضد قوانين العالم، وتجربة تكوّن روح المبادرة والقدرة على الكتمان.
انعزال داخلي لحظي:
في لحظة التدخين، يغدو المراهق وحيداً مع الدخان، يتأمل جسده وعقله، ويتذوق الحرية الموهومة التي يخلقها لنفسه.
كل نفخة، كل شعاع دخان يتصاعد في الهواء، يصبح جزءاً من طقوسه الداخلية، رقصة سرية بين الرغبة والانضباط، بين الشجاعة والخوف، بين الواقع والوهم.
شعور التميز بين الرفاق:
الرفاق يضيفون سحراً خاصاً للتجربة؛ كل نفخة مشتركة بينهم تخلق شعوراً بالتميّز، وكأنهم طاقم سفينة صغيرة يبحر في بحر محظور، بعيداً عن العيون. المراهق يشعر بالفخر المؤقت، لكنه لا يدرك بعد أن هذا الشعور قد يزرع بذور التبعية للرغبة نفسها.
المغامرة والخطر متشابكان:
كل لحظة سرية تحمل نكهة المغامرة والخطر معاً: الرغبة في التجريب، والخوف من الاكتشاف أو العقاب.
هذه اللحظات تشكل وعيه، تضيف طبقات على شخصيته، وتعلمه أن التجربة الأولى، رغم جاذبيتها، ليست مجرد لعبة، بل اختبار لحدود النفس والقرار.
- الدخان مرآة للحلم والوعي:
التجربة الأولى تصبح مرآة تتجلى فيها حدود الحرية، قيمة القرار الواعي، وفهم المخاطر. المراهق يبدأ برؤية الفرق بين التمرد الحقيقي والوهم، بين الحرية الحقيقية والخيال، بين المتعة اللحظية والتبعية طويلة الأمد.
خاتمة:
التجربة الأولى مع التدخين في المراهقة لحظة متوهجة، تجمع بين الفضول والوهم، بين السرية والشعور بالتمرد، وبين تأثير الرفاق ورغبة الاستقلال.
قبل أن تتحول كل نفخة إلى ذكرى كريهة، وندما مرّا على كبوة معترضة، في طريق النضج والمسؤولية القادمة.










المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح