قوة الشعار وفعله
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
مذ قرابة ربع قرن، ومن وعي قرآني وإدراك كبيرين، ومن رحم مشروعه القرآني الذي حمله، أطلق الشهيد القائد سلام الله عليه ورضوانه الصرخة بالشعار بتاريخ 17 يناير 2001، الذي هز أمريكا وكيان العدو «الإسرائيلي»، ومعهما نظم أدواتهما التنفيذية في المنطقة ونظامهم الوصائي الحاكم آنذاك، لتعلن أمريكا حربها العدوانية الظالمة على هذا الشعار والمشروع القرآني، لتخوض وبقيادة نظام وصايتها ست حروب للقضاء على الشهيد القائد وشعاره المرفوع ومشروعه القرآني وثلة مؤمنة معه لا يملكون أسلحة ولا جيشاً، وسلاحهم الوحيد إيمانهم بالله وفهم كتابه والثقة بنصره وشعار البراءة من أعدائه.
وخلال سنوات الحروب الست، وباشتراك مباشر من نظام مملكة «بني سعود» في آخر حرب منها هُزم فيها نظام الوصاية ومعه الصهيوسعوأمريكي، وانتصر المشروع بالله، وبتلك الثلة المؤمنة المجاهدة بقيادتها الواعية التي حملت على عاتقها لواء المشروع والمسيرة بصبر وثبات، ليخرج المشروع بعدها بزخم وقوة أكبر وانتشار أوسع وتأثير أعلى، وأركس هنالك، بل وهُزم المعتدون. ولأن مشروع الشهيد القائد مشروع قرآني، فبعد استشهاد القائد في الحرب الأولى، استمر المشروع الذي حمل لواءه ومسيرته قائد ثوري مقتدر يمتلك الإيمان والوعي والبصيرة ذاتها.
ومن قلب معاناة القتل والإجرام والحصار، وبإيمان وصبر وثبات وحنكة وحكمة وإرادة وعزم، مضى قائد الثورة بالتحرك في حمل راية المشروع ومسيرته، والشعار الذي انتشر كالنار في الهشيم فردده جل الشعب اليمني العظيم كسلاح وموقف، ليفر على إثر دوي الصرخة الصهيوأمريكي من صنعاء ويعلن حربه العدوانية وبأدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية وتحالف كوني، ومن واشنطن في الـ26 من مارس 2015، على هذا الشعب وبالقتل والقصف المباشر بالصواريخ والقنابل وأفتك الأسلحة وبالحصار والتجويع. وعلى مدى سبع سنوات ونيف هُزم العدوان بأصيله وأدواته، وبقي الشعار والمشروع والشعب منتصراً وبأقوى مما كان.
بلغ عدد الغارات في هذا العدوان أكثر من خمسمائة ألف غارة جوية، قتل خلالها الكثير من أبناء الشعب، ودمر مقدراته ونهب ثرواته؛ لكنه فشل في إخضاع هذا الشعب أو النيل من إرادته وبأسه وعزمه وعزته وكرامته، ليصبح الشعب اليمني المجاهد العظيم بقيادته الثورية المؤمنة المجاهدة العظيمة ملهماً، بل ومدرسة للشعوب الحرة في العالم كله، وأصبح نصيراً لشعوب أمته، رغم تآمر جل أنظمتها عليه، وقضية فلسطين أولى قضاياه، وهو ما لم يطقه الأنجلوصهيوأمريكي وصهاينة العرب.
وعندما وقف الشعب بقيادته وجيشه رافضاً لجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها كيان العدو «الإسرائيلي»، وبمشاركة أمريكية أوروغربية مباشرة وبإسناد الأنظمة العربية المطبعة، قرر الأمريكي عدوانه المباشر على الشعب اليمني، تحت اسم «تحالف الازدهار»؛ لكنه فشل، وضربت قطعه الحربية وحاملات طائراته في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وعجز عن الدفاع عن نفسها، ناهيك عن فك الحصار عن كيان العدو أو إيقاف ضربه بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وفي عدوانه الراهن، أصبح الأمريكي أكثر عجزاً، والشعب اليمني بالله وبمشروعه وقيادته وجيشه أكثر قوة، بعد أن حوّل اليوم الشعار من قول إلى فعل، وهو ما سيكتبه التاريخ وتحفظه ذاكرة أمريكا والعالم، والله خيرٌ حافظاً، وهو خير الناصرين.

أترك تعليقاً

التعليقات