رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -

إنهاء قضية شهيد التعليم فيصل الريمي بـ«صلح مُرضي»، هو اغتيال لقيمة الآدمي جملةً وتفصيلاً، فالرجل لم يكن يحمل بندقية ولا يتموضع خلف متراس من البلق حين اقتحم عليه الجناة محرابه الأبيض ليهينوه ويعتدوا عليه ويكسروا هيبته التربوية أمام تلاميذه.
ذبحوا كرامته وكرامة الصرح التربوي والتعليمي، وانصرفوا ببرود ليضعوا بنادق «العدال والنقا» في تكايا الإنقاذ والسياسي الأعلى محكمين وطاوين ملف القضية برزمة ريالات، وكأن المجني عليه رأس ماشية دهسته سيارتهم عن غير قصد في شارع الستين، لا معلم خلف جدران محراب تربوي لم يكن له حرمة بالأمس ولا اليوم.
وزارة التربية أعلنت أنها ستتعهد أسرة الشهيد بالراشان وشوالات القمح وملابس الصدقة الموسمية... لأكاد أسمع صغار فيصل الريمي يصرخون بلوعة ذابحة «أريد أبي لا مزيد».
لا القبْيَلة ولا الأعراف ولا الدين يجيز الاستقواء على معلم مستضعف أقصى سلاح له خيزرانة ينافح بها عن هيبته أمام شغب تلميذ شقي ليعيده إلى جادة الدرس، فكيف تجيز طي القضية بـ«صلح عرفي مرضي»؟! وما المُرضي في قهر الضحية بالنفوذ ثم مراودتها عن دمها بالمال؟!
وإذا أمكن لأولياء الدم أن يقبلوا بمقايضة كهذه، فبأي ثمن اشترى الجناة رضا دولة الإنقاذ الهجين الطارف والتليد؟!
 وبأي ثمن يمكن أن يشتري الجناة دمي أنا فيصل الريمي، أنا المذبوح أعلاه!

أترك تعليقاً

التعليقات

ابومجد الدين معياد
  • الجمعة , 13 مـارس , 2020 الساعة 7:30:07 AM

احسنت الطرح اخي صلاح لكن عندما تجد الدولة تتخلى عن مسؤوليتها خصوصا الاجهزة الامنية والقضائية بل ووزارة التربية وتجد الجاني يمتثل امامك لحكمك فليس لك الا ان تعفو لوجه الله تعالى وما تتكلم عنه من مقايضة اولياء الدم بالمال فهذا غير صحيح ومجرد اشاعات مغرضة فاولياء الدم لم يعفو مقابل اي شي انما اعتقوا رقبة لوجه الله تعالى والعقوبة في مثل هذه القضايا على الدولة وليست عليهم.