معيار عداء الصهيوأمريكي
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
من يظن أن الصهيوأمريكي الاستعماري الغربي هو عدو للشيعة فهو جاهل أو غبي أو مشكوك في هويته وسويته الدينية والوطنية ناهيك عن السوية العقلية؛ فهاهم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يبادون بشكل جماعي منذ قرابة العامين من قبل كيان العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا والغرب عموماً، وهم "سنة"، وقبلهم أفغانستان والعراق واليمن... ومن يظن أن عداءهم لـ"السنة" وهو يرى حربهم العدوانية على حزب الله وعلى إيران فهو أعمى أو لا يفكر بعقل ويحتاج لمراجعة الذات.
ومن يظن أن معيار عداء كيان العدو الصهيوني كقاعدة عسكرية متقدمة للأنجلوأوروأمريكي الاستعماري الغربي هو للعرب، مسلمين ومسيحين، فقط، وإن كان لهم الأولوية في عدائه، فهو مخطئ وواقع في خطأ سابقيه. وعليه نخلص للقول بأنه لو كان العداء الصهيوأمريكي الغربي للشيعة كونهم شيعة لكان عداؤهم لأذربيجان نفس عدائهم للجمهورية الإسلامية في إيران، ولكان عداؤهم لإيران الشاه نفس عدائهم لإيران الخميني بعد الثورة الإسلامية. ولهذا ندرك أن عداء الصهيوأمريكي الغربي الاستعماري موجه لكل من يرفض أطماعه ويواجه مشروعه الاستعماري في المنطقة وكل من يقف مع الحق.
وعليه فإن كل من يقف مع القضية الفلسطينية ويقف ضد كيان العدو "الإسرائيلي" وضد احتلاله لفلسطين فهو عدو للصهيوأمريكي ومن خلفه أمريكا والغرب الاستعماري عموماً وأدواتهم التنفيذية في المنطقة. وأيضاً فإن كل من يقف ضد الاستعمار الصهيوأمريكي الغربي فهو عدو لكيان العدو ولأمريكا وللاستعمار الصهيوغربي عموماً. وكل من يقف مع الحق ضد الباطل، وكل من يتجرأ على قول كلمة الحق، هو عدو لكيان العدو ولأمريكا ومن لف لفهم، وكذلك كل من يقف مع المظلومين والمستضعفين في هذه الأمة.
وخلال 77 عاماً من عمر كيان العدو "الإسرائيلي"، فإن المعيار الأول للعداء الأنجلوصهيوأوروأمريكي هو الوقوف مع مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. فإيران أيام نظام الشاه لم تكن عدواً لأمريكا ولا للكيان "الإسرائيلي"، بل كانت الحليف الأول لأمريكا في المنطقة، وكانت القدوة والوصي الأمريكي الأول لدول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج، ومحج ملوكها وأمرائها، بحكم علاقتها بأمريكا وتطبيعها مع كيان العدو وسنده الأقرب، ولم تكن إيران حينها دولة شيعية، وليس لديها برنامج نووي في نظر دول المنطقة؛ لأنها في حضن أمريكا وكيان العدو ودول الاستعمار الغربي عموماً.
وللتذكير فإن مفاعل نطنز النووي بدأت أمريكا ببنائه أيام الشاه، وتوقف بعد الثورة، وكذلك مفاعل خورمشهر بدأت ببنائه ألمانيا أيام الشاه وتوقف بعد الثورة وأكملت بناءه روسيا بعد الثورة.
أخيراً، فإن العداء لإيران الثورة سببه وقوفها مع قضية الشعب الفلسطيني، وقطع علاقتها مع كيان العدو الصهيوني، وتحويل سفارته في طهران إلى سفارة فلسطينية. كما أن العداء لليمن جاء بعد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وتصاعد العداء أكثر بعد إسناد الشعب اليمني الثائر بقيادته الثورية وجيشه لإخوته في قطاع غزة.

أترك تعليقاً

التعليقات