د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
مما يحسب لأمريكا نجاحها في شن الحروب العدوانية على أي شعب أو دولة في العالم، وتجيد غزو البلدان واحتلالها بفترة وجيزة، وإعلان النصر اللحظي، كما حصل في العراق، ليبدأ مع مرور الزمن فشلها وهروبها المخزي والمذل في كثير من الأحيان، كما حدث في فيتنام وأفغانستان، بعد أن ظن الكثير النصر. ولكن ما يحسب عليها لحظية انتصاراتها المعلنة، وعدم القدرة على إخفاء هزيمتها، أو إخراجها بطريقة غير مروعة، وهذا ليس حكراً على أمريكا؛ ولكن ما يخصها دون سواها هو أنها أكثر الدول إعلاناً للحروب على شعوب العالم في العصر الحديث، وأكثرها فشلاً في حروبها العدوانية، التي قد تنجح في البدايات؛ لكن في النهايات هزائم مروعة.
عندما أعلنت أمريكا الترامبية عدوانها المباشر الحالي على الشعب اليمني العظيم، منذ منتصف مارس 2025، وضعت لحربها أهدافاً غير قابلة للتحقق، وستخرج منه تجر أذيال الخيبة والعار والهزيمة بشكل أشد مما حدث لها في عدوانيها السابقين: «عاصفة الحزم» و»تحالف الازدهار»، إذ فشلت في الأولى ومعها تحالف كوني من جيوش رسمية ومرتزقة وأفتك الأسلحة، في حرب عدوانية لسبع سنوات يغذيها البترودولار والنفط والغاز وأكثر من خمسة آلاف غارة جوية وصواريخ وقنابل فراغية وفوسفورية وحصار وتجويع غير مسبوق... وفشلت في الثانية كذلك.
لكن أمريكا، بعكس جل حروبها حيث الفشل منذ البدايات، ها هي اليوم وفي ما مضى من عدوانها على اليمن لم تفشل فقط، بل وأصبحت عاجزة تماماً عن الآتي:
- عن حماية قطعها الحربية وحاملات طائراتها في البحر ناهيك عن حماية كيان العدو الصهيوني.
- عن منع استهداف وإسقاط فخر طائراتها الراصدة والهجومية (MQ9) في الأجواء اليمنية، والتي بلغ عدد ما تم إسقاطه منها 22 خلال معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» (فترات عدوانها المباشر).
- عن وقف إطلاق الصواريخ اليمنية على كيان العدو «الإسرائيلي» إسناداً لغزة أو تخفيفها والحد منها.
- عن فك الحصار البحري عن كيان العدو.
- عن الوصول إلى القوة اليمنية واستهدافها أو إضعافها، وما تم وتحقق واقعاً هو زيادات في أعداد أنصار الله وتنامٍ لقوتهم وتطوير مستمر لقدراتهم.
ومما يُظهر الهزيمة الأمريكية ويؤكدها، توجهها لاستهداف الأعيان والمنشآت المدنية، وتؤكد هزيمتها من خلال استهداف الأموات في مقابرهم، وتعزيز حاملات طائراتها تارة واستبدالها تارة أخرى.
أخيراً، كان بمقدور أمريكا إعلان عدوانها على الشعب اليمن، لكن لن يكون بمقدورها تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنة، بل لن يكون بمقدورها الخروج من هذه الحرب العدوانية والإجرامية دون هزيمة مدوية تفقدها قيمتها وما تبقى من مكانتها وقوتها؟ وما النصر إلا من عند الله القائل: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين»، وعد الله الذي لا يخلف وعده، وهو الغالب على أمره، وله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات