عدن بين احتلالين
 

محمد ناجي أحمد

قبل أن يحتل الأتراك عدن، في القرن الخامس عشر، كان عدد السكان فيها 50 ألف نسمة، أي أنها من أكثر المدن سكاناً، ثم بعد الاحتلال التركي الأول تضاءل عدد السكان، وهمشت المدينة كميناء، حتى أصبح عدد السكان عام 1835م، 600 نسمة للذكور، وبعد الاحتلال البريطاني استعادت المدينة حيويتها كميناء، وكمدينة متعددة الأعراق، وتصاعد عدد سكانها من أبناء المحميات والحجرية، والهند والصومال، واليهود... الخ، ليتجاوز الـ150 ألفاً، في ثلاثينيات القرن العشرين...
كانت أهمية عدن بالنسبة لبريطانيا في القرن التاسع عشر، أمنية، تتمثل في تخزين وقود السفن (الفحم) لمدة عام، وتأمين الاستفادة من تجارة الخليج، ومصر، والسيطرة على التجارة في البحر الأحمر، فهل تغيرت هذه الأهمية لدى الأمريكيين والبريطانيين في القرن الحادي والعشرين؟
يصف الضابط البريطاني (ولستد) عدن، عام 1835م، أي قبل 4 سنوات من احتلالها، قائلاً: إنه لم يبق من آثار المدينة إلاّ بضع منائر وحوالي 100 بيت وبعض بقايا أسوارها، وسكان عدن حوالي 600 من الذكور يعيشون في المدينة الخراب.. نصف السكان من العرب والباقون من اليهود والصومال والبانيان الذين يسيطرون على التجارة، ويسكنون أحسن البيوت (تاريخ التعليم في عدن -علي صلاح محمد الأرضي، رسالة ماجستير، ص6).. 
عمل الأتراك أثناء الاحتلال العثماني لليمن، على تعطيل ميناء عدن، وتحويل الأهمية لميناء المخا، ثم جاء الإنجليز ليعيدوا الأهمية لميناء عدن بعد احتلالها عام 1839م، مما أدى إلى تعطيل ميناء المخا، وانتقال شعب المخا للعمل في ميناء عدن..

أترك تعليقاً

التعليقات