طلـع البدر علينـا (الحلقــة 10)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قدم سيدنا محمد إلى "يثرب" ولم تكن "يثرب" بأحسن حال من دار الهجرة (مكة) عاصمة البيت الحرام. ففي "يثرب" جهل وثني وقبائل يهود، أبرزها "بنو قينقاع" و"بنو قريظة" و"بنو النضير"، التي تُنسب لبني إسرائيل؛ ولكنها لم تكن على شاكلة واحدة، بل قبائل مختلفة في فهم الدين اليهودي، كل قبيلة لها شرعة مختلفة، كلّ لها فهم في تفسير التوراة المحرفة أصلاً وفرعاً، ولكنها تتفق على أصل واحد مفاده أن الله خلق الناس جميعاً ليكووا خدماً لليهود، وأن العرب على الخصوص أقل شأناً من الخنازير وأوضع من الكلاب والحمير وسائر الحيوان، وأن أي ثروة لأي أمة هي لليهود، وبنات غير اليهود، ولو أن عمر الطفلة ثلاث سنوات، حلال لليهودي (ما علينا في الأميين سبيل)، والأميون هم غير اليهود، ومفهوم الله في التوراة يقوم على الأساطير، فاليهودي أغنى من الله!
"إن الله فقير ونحن أغنياء"، و"يد الله مغلولة"، وهو "أبو عزير"، "وقالت اليهود عزير ابن الله"، وأن الله يعاقب نفسه بأنواع العذاب لأنه لم يعجل بخراب الهيكل ويسمح لملك إسرائيل بحكم العالم وتأخر في خلق قيامة ليسود حكم بني إسرائيل العالم كله...!
كانت قبائل العرب تنشغل ولا تهدأ بفعل فتن يثيرها يهود "يثرب"، فدائماً كانت الحرب بين قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت هاتان القبيلتان تضطران إلى شراء السلاح من يهود، وغالباً ما كانت تعامل بالربا لشراء السلاح، حتى ليضطر العربي لبيع مزرعته بل ويرهن أولاده ليهودي...
وعندما جاء سيدنا رسول الله إلى المدينة حاول أن يلجم وسائل وأهداف يهود، فأنجز دستور المدينة، ومفاده أن للمسلمين حقاً في العيش الكريم كما أن ليهود حقاً في العيش الكريم باعتبارهم في ذمة الله ورسوله والمؤمنين. ولكن يهود كعادتهم لا يحترمون ميثاقاً ولا يوفون بعهد، بل بلغ بهم الأمر أن حاولوا أن يغتالوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم القرآن: "يقتلون النبيين بغير حق"، ويسعون لقتل غيرهم بالمئات بل بالآلاف، كما في غزة الآن، على مشهد من العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات