فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ما يقرب من 9 سنوات عدوان على اليمن، يؤكد أن المال مهما كان بحراً من البترول أو الذهب لا يستطيع أن يطفئ ظمأ اليمنيين العطشى للاستقلال وحرية الإرادة وسيادة القرار الوطني. كما لا ولن تستطيع أحدث قاذفات الموت أن توقف نبض اليمنيين التواقين لدولة يسود فيها القانون والعدالة والمساواة والحرية. ولقد خاب وخسر رعاة الشاة والبعير، أصحاب عواصم مدن الملح، حين ظنوا، وبعض الظن كذب وفرية، أن اليمن لقمة «فالوذخ» سائغة يمكن مضغها، وتوهموا أن بإمكانهم دفن عقيدة «الدم ينتصر على السيف»، وأن الجنازير المدرعة باستطاعتها أن تُسكِتْ إيقاع الأقدام الحافية، وأن التباب العسكرية المدعمة بأسوار الإلكترون والكاميرات الحرارية الليلية وجميع أدوات الرّقي إلى السماء ستكون بمنأى عن المجاهدين اليمنيين، فارتدت أبصارهم خاسئة حسيرة، تلعق جراحات العار والخيبة، ولم يسعد اليمنيين أنهم انتصروا، فالنصر توأمهم من عهد «شمر يهرعش» إلى جبال البرانس، إلى بدر الكبرى، إلى إخماد اليمامة، حتى «ذات السلالم» حد تعبير البليغ صلاح الدكاك.
لقد أعلم أن صوت الضحك أو التصويت به من مكروهات الآداب الإسلامية، اقتداءً بالنبي الكريم سيدنا رسول الله، الذي كان صاحبها الإمام البوصيري يمدحه: «سيد ضحكة التبسم، والمشي الهوينا، ونومه الإغفاء».
غير أنني ودونما سيطرة أطلقت ضحكة أزعجت صلاة تراويح زوجتي، فأنا أضحك أن البرنامج الذي كانت تذيعه قناة «المستقلة»، وهو حوار بين محلل (ما حرَّم الله) كويتي، وبين نصر الدين عامر، رئيس وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». فهذا الكويتي (اللهم إني صائم) يرحم الله، لأنه كان ممثلاً للسفير السعودي بالكويت، أو حاول أن يلوذ بالسفير السعودي في الكويت؛ إذ أولى بعض «الأسخورات» -إن جاز الاشتقاق- أو بعض «الأضحوكات» -والاشتقاق صحيح، ومن ذلك قوله: «إن المملكة لو أرادت أن تسحق اليمن لفعلت»! وكأن حرب السعودية المجوقلة براً وبحراً وجواً دمرت اليمن، ولا تزال، كانت عبارة عن إبداعات «وولت ديزني» الفيلم الكارتوني الذي يحاكي حرب النجوم. فات محلل (ما حرم الله) الكويتي، مراسل السفارة العسكري، أن الموازنة بين حرب صدام في احتلاله الكويت، ببضع ساعات من نهار، وبين حرب السعودية التي لم تنل من صنعاء ما أراده خادم الحرمين لمدة 8 سنوات، ما يوجب الموازنة... شعرت بسعادة وطلقات تقذف من عامر في صدر المرتزق الكويتي!

أترك تعليقاً

التعليقات