شمال وجنوب
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عبارة يحتقرها كل يمني؛ لأنها رمز الشتات والفُرقة والخلاف والاختلاف، عانى منها شعبنا اليمني طويلاً جداً، فنهض من كبوته وأفاق من سكرته بعد أن عرف أن الانفصال فكرة دخيلة ورجعية مقيتة. وكم كان شعبنا يحقد على إمام طاغوت يفرض عدم خروج اليمني من الشمال إلى الجنوب إلّا بعد أن يحصل على «الفك» ليدخل إلى عدن من باب الراهدة، واحتلال بريطاني شديد السواد لا يمنعه من دخول تعز وما تلاها من محافظات إلا بعد أن يحصل على إذن بالدخول مختوم بعلم «جلالة الملكة» أو ختم السبع السلطنات المحتلة!
قامت ثورة 26 سبتمبر 62 في الشمال لتكون بديلاً لهذا الشتات والتمزق والفصل الطائفي والعنصري المكون من هذه العبارة المقرفة «جبالية»، كما قامت ثورة 14 أكتوبر لتكنس علم المحتل وتكنس الاستعمار الذي جعل من الشعب الواحد شعبين، ومن الهوية الواحدة هويتين، ومن الانتماء الوطني أكثر من انتماء، وأكثر من فصل وانفصال، ولم يذكر شعبنا شمالاً وجنوباً للزعيم معمر القذافي إلّا حسنة واحدة، عندما «زبط» برميل «الشريجة»، بحذائه الغليظ، برميل الانفصال والتشطير والتفكير وسوء التدبير، وإن كان العقيد رحمه الله ملأ الحدود بقنابل لتدمير الرجعية والاستعمار (3 ملايين لغم) لتفجر الأفراد والمركبات الشيوعية كمبادرة قذافية قومية، علماً بأن القذافي -كما قيل- دعم مشروعاً هو عبارة عن بناء مدينة سكنية لأيتام الذين أزهق علي صالح أرواحهم أثناء انقلاب الناصريين، ولم يفد من هذا المشروع غير الوفد الذي كان رئيسه أو عضواً فيه عبدالملك المخلافي وناصريون آخرون، وكان علي صالح كريماً إذ أجاز لهم المبلغ على الأقل كجزء من «دية القتلى» ومن بينهم قائد الانقلاب المرشح لرئاسة القادمة، قائد محمد سيف!
بعض مرتزقة العدوان كعيدروس الزبيدي يرتبط بالموساد لإرجاع برميل «الشريحة» وأنى له ذلك، فسيرحل مع العدوان، وعاش اليمن موحداً.

أترك تعليقاً

التعليقات