جبهة الفقر!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قال سيدنا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): «لو كان الفقر رجلاً لقتلته».
والحق أن مشكلة الفقر جبهة تعد من أخطر جبهات الأعداء صلفاً وجبروتاً، تحاول أن تنال من كيان الأمة وتقتل إمكاناتها، بل تحاول بالحقد والتآمر أن تهزم الجبهات الداخلية وتخلخل بنيانها العام.
ولقد تكون جيش الفقر من فرق الجيش الذي لا يرى ويرى بالوقت ذاته، وأعني بذلك جيش المحسوبية والرشوة وبقية الفرق الأخرى، كالظلم والطائفية والعنصرية والجاسوسية والأمراض الأخرى.
إن الشعب اليمني الفقير الذي لا يجد ما يأكل وما يشرب وما يلبس وما يتعالج وما يتعلم، فإنه يكون على أتم الاستعداد لينخرط في جيش الفقر، فلا ينتفع بقوانين الأرض ولا بتعاليم السماء، ولا بما تمليه عليه ضمائر الوطنية ولا أعراف التاريخ.
في بلادنا كما في بلاد العوالم الأخرى، يوجد هذا الفقر ذو «الفرق» و»الألوية» الكثيرة، وبظروف الحرب التي فرضها الأشقاء والأصدقاء، لو نحن نادينا من تتوافر لديه الجوع والعطش وتنهش جلده وبطنه ظاهره وباطنه متطلبات أسرته من غذاء ودواء وفاقة على أن نوفر له الطعام والشراب وضرورات الحياة الأخرى، فإننا سنجد قد صُفت الطوابير وازدحمت الميادين تريد الالتحاق بهذا الإعلان لتمنع عن نفسها ذل الفاقة، ولقد أثبت الواقع أنه لولا وجود رجال الأمن وضمير الوطنية الصادق لسقط بلدنا في مد المحتل الذي لا يرحم.
إن كثيراً من المنحرفين يقتلهم الفقر ويطحنهم الغلاء الرهيب، فلا بد من الحد من هذا الفقر الرهيب الذي هو سبب الانحراف!

أترك تعليقاً

التعليقات