فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
«التاريخ يعيد نفسه» هل هي عبارة تلفت بني آدم لتكرار التجربة وحياة حدث أو أحداث ماتت، فتدخل في إطار المجاز اللغوي وحسب، أم هي حقيقة أشبه ما تكون بحقيقة دوران الكرة الأرضية ودوران الكواكب والنجوم أو دورة ما يكون عند النساء على سبيل الصحة، كما يقول الفقهاء؟!
لقد رحل الاستعمار البريطاني عن جنوب اليمن بعد استعمار، أو على وجه اليقين بعد «استخراب» دام أكثر من قرن، ولم يُفد هذا الغزو والاستعمار اليمن أو اليمنيين، إلا أنه استعمر ظهور اليمنيين ليتحملوا على ظهورهم أوزار حمولات تذهب من عدن إلى الهند مجرد «بقشيش» لا يسمن ولا يغني من جوع أو سعادة، ولم يكن اليمني خارج الفطرة الربانية التي صممت الإنسان يأبى الظلم ويكره الاستعمار و«الاستسخار» والاستئجار، فظل يقاوم الاستعمار من أول يوم وطأت قدما «الكابتن هنز» النجستان تربة اليمن جنوباً في 19 كانون الثاني/ يناير 1839، فالثورة إنما هي نتاج ثورات كما يقول الحكيم اليمني البصير عبدالله بن صالح البردوني. لقد عرض الأرشيف القديم بعض معاناة اليمنيين؛ إذ كان الضابط الإنجليزي يطأ خد اليمني بحذائه الغليظ، وكيف كان يُسحل اليمني من الشمال والجنوب في حارة حسين - كريتر والمعلا والتواهي والشيخ عثمان؛ لأنه رفع شعار المقاومة ضد المستعمر الغاصب. وأرجو من التلفزيون ألا يعمل حساباً للمشاعر فيخفي ما تعرض له اليمني من سحل وتنكيل دخل فيه نهش الكلاب المدربة على أكل اللحوم الآدمية، بمن في ذلك اليمنيون. غير أن اليمن ركلت المستعمر الغاصب بقوة الإنسان الحر، فكان أن سقطت الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس وأشرق نور اليمن مقبرة الغزاة.

أترك تعليقاً

التعليقات